قالت منظمة “هيومن رايتس وتش” إن تركيا أجبرت لاجئين سوريين على توقيع أوراق العودة الطوعية إلى سوريا، في حين تعيدهم بشكل قسري.
وأضافت المنظمة في تقرير لها، الجمعة 27 من تموز، أن السلطات التركية احتجزت عددًا من اللاجئين وأجبرتهم على توقيع نماذج وأوراق بأنهم يريدون العودة إلى سوريا ثم تعيدهم قسريًا.
وأكدت المنظمة أنها تواصلت مع أربعة لاجئين سوريين عبر الهاتف بعد اعتقالهم وإعادتهم قسريًا إلى داخل سوريا، أحدهم من الغوطة الشرقية واعتقلته السلطات التركية في 17 من تموز الحالي، في ولاية إسطنبول.
وقالت المنظمة إن الشرطة التركية أرغمته، وغيره من المحتجزين، على التوقيع على نماذج العودة، ثم نقلتهم إلى مركز احتجاج قبل ترحيلهم إلى إدلب في الشمال السوري.
كما تحدث لاجئون، التقتهم المنظمة، عن تعرضهم للضرب من قبل خفر السواحل التركية في أثناء محاولتهم اللجوء إلى اليونان، وتوقيعهم على أوراق العودة الطوعية.
وأكدت المنظمة أن تركيا ملزمة بالقانون العرفي الدولي بعدم الإعادة القسرية، إذ يحظر القانون إعادة أي شخص إلى مكان قد يتعرض لخطر حقيقي من التعذيب.
وتشهد مدينة إدلب في الشمال السوري قصفًا مستمرًا من قبل النظام السوري وسلاح الجو الروسي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1000 شخص ونزوح أكثر من 670 ألف آخرين، بحسب أرقام “منسقو الاستجابة”.
وقال المسؤول في المنظمة، جيري سيمبسون، إن “تركيا تزعم أنها تساعد السوريين على العودة طواعية إلى بلادهم، لكنها تهددهم بالحبس حتى يوافقوا على العودة، مؤكدًا أن “رميهم في مناطق حرب ليس طوعيًا ولا قانونيًا”.
وتفاقمت قضية اللاجئين في تركيا بعد الانتخابات البلدية التي انتهت، في حزيران الماضي، بفوز مرشح حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، أكرم إمام أغلو، على حساب مرشح “العدالة والتنمية” بن علي يلدرم.
وبدأت أجهزة الأمن بالتدقيق على إقامات السوريين والأجانب، وتقول إدارة الهجرة إنها سترحل المخالفين منهم إلى الولاية التي استصدروا منها أوراقهم، وإلى خارج تركيا لمن لا يملكون أي أوراق قانونية.
وشهدت مدن اسطنبول، خلال الأيام الماضية، ترحيل عشرات السوريين إلى إدلب بحجة عدم حيازتهم بطاقة الحماية، ما أثار استياء السوريين الذين طالبوا بإعطاء مهلة للاجئين لتصحيح أوضاعهم.
ونفى وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، ترحيل أي لاجئ سوري خارج إدلب، وإنما إعادتهم إلى الولايات التي استخرجوا منها بطاقات الحماية المؤقتة.
وقال صويلو إن تركيا ألقت القبض على ألف لاجئ سوريا في مدينة اسطنبول ضمن الحملة التي تشنها ضد المخالفين.
وأكد، الأربعاء الماضي، أن غير السوريين يتم إرسالهم إلى مراكز الترحيل، أما السوريون تحت الحماية المؤقتة فلديهم مهلة حتى 20 من آب المقبل، من أجل العودة إلى الولايات التي استخرجوا منها البطاقة.