زادت التهديدات التي تطال مساجد في ألمانيا بالفترة الأخيرة، الأمر الذي أدى لحدوث قلق لدى المسلمين في جميع أنحاء البلاد.
وقال موقع “دويتشه فيله” الألماني أمس، الأربعاء 24 من تموز، إن سلسلة من التهديدات بشن اعتداءات بقنابل على عدة مساجد في ألمانيا أدت لحدوث قلق بين المسلمين الذين باتوا لا يشعرون بالحماية الكافية من قبل الدولة.
وأضاف الموقع أن المسلمين في ألمانيا لجؤوا عبر ممثلي الجمعيات الإسلامية إلى إيصال صوتهم للسلطات الألمانية، ومطالبهم باتخاذ تدابير لإعادة شعورهم بالأمان وبناء الثقة.
وأوضح الموقع أنه وخلال شهر تموز الحالي وحده طالت تهديدات بشن هجمات بالقنابل المسجد المركزي في كولونيا، التابع للاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب”، وهو أكبر مجمع إسلامي في ألمانيا، ومساجد في إيزرلون، وفيلنغن-شفنينغن وميونيخ، ودويسبورغ ومانهايم وماينز.
رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، علق على هذه التهديدات عبر حسابه في موقع “تويتر” بأن صمت السياسة والمجتمع في تزايد، وهم ما يقوي المتطرفين ومعاداة الديمقراطية.
واعتبر في لقاء مع الموقع أن رهاب الإسلام أو المشاعر المعادية للمسلمين قد ازدادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وأضاف “نشتكي كل أسبوع تقريبًا من هجمات على المساجد أو حتى تدنيسها، كما أن المسلمين يتعرضون لهجمات بشكل متزايد”.
وأشار مزيك إلى أنه ومنذ بدء إحصاء الاعتداءات بحق المسلمين في عام 2017، ازداد عدد الهجمات كما أنها أصبحت أكثر حدة، وغدت تتسبب بأضرار جسدية أكبر للناس.
وعزا مزيك هذه الزيادة إلى أن الشرطة والقضاء الألماني لم يتم تدريبهما بشأن هذا الموضوع حتى الآن، كما لم يقدم كثير من المسلمين شكاوى حوله.
ولا توجد حاليًا حماية دائمة للمساجد في ألمانيا من قبل الشرطة، وكان وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، قال في هذا السياق إن “المؤسسات الدينية يمكن أن تكون أهدافًا للإرهابيين، وعندما يكون هناك دليل على وجود خطر، فسيتم تعزيز الحماية”.
وتشير بيانات وزارة الداخلية الألمانية إلى ازدياد عدد الهجمات على المسلمين والمساجد والمنشآت الإسلامية في ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها تراجعت عام 2018 بشكل ملحوظ، مقارنة بالعام الذي سبقه.
وبحسب بيانات الوزارة فقد تم تسجيل نحو 1075 جريمة صُنفت على أنها معادية للإسلام في عام 2017، منها 239 جريمة هجوم على مساجد.
وعلى الرغم من أن الإحصائيات النهائية لعام 2018 لم تتوفر بعد، إلا أن الأرقام تشير إلى أنه وبين شهري كانون الثاني وأيلول منه، بلغت هذه الهجمات نحو 578 هجمة، بينما كانت قد وصلت إلى 780 اعتداء في الأشهر التسعة الأولى من عام 2017.
أما عن شكل هذه الانتهاكات فتمثلت بحالات إكراه، وتوجيه إهانات وشتائم، والتسبب بأضرار في الممتلكات، وتلطيخ للجدران، وفق ما سجل موظفو الأمن الألماني.
وعلى الرغم من تراجع هذه الهجمات، أشارت البيانات إلى حدوث ارتفاع في أعداد الأشخاص الذين أُصيبوا جراءها.
وأظهرت الأرقام الأولية أن نحو 40 شخصًا أصيبوا في هجمات معادية للمسلمين حتى شهر أيلول من عام 2018، بينما في نفس الفترة من عام 2017، كان هناك 27 جريحًا فقط، وقد وصل العدد حتى نهاية العام إلى 32 جريحًا.
ولفتت الداخلية الألمانية إلى أن الجناة في جميع هذه الجرائم تقريبًا ينتمون لأحزاب “اليمين المتطرف” المعادية للاجئين والمسلمين.
وتُقدر نسبة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا بحوالي خمسة ملايين شخص، أي ما يعادل 6% من عدد السكان الكلي.
وغالبية المسلمين في ألمانيا هم من الأصول التركية، بينما يزيد عدد العرب على مليون، غالبيتهم من السوريين الذين وصل عددهم إلى نحو 750 ألفًا نهاية العام الماضي.
ويقيم المسلمون الألمان في العاصمة برلين والمناطق الغربية من البلاد، وتبلغ نسبة قاطني هذه المناطق تقريبًا 98% من العدد الإجمالي للمسلمين هناك، أما باقي النسبة فيسكنون المناطق الشرقية من البلاد.
–