"بين براميل النظام وسواطير داعش، هناك شعب صامد.. وسينتصر"
كارول معلوف: الجيش الحر سهّل دخولي إدلب وأحرار الشام رحبت
“أردت أن أرى الناس، وكيف يعيشون حياتهم اليومية تحت القصف والبراميل.. أردت أن أرى ما يحدث بعد أن تتحرر محافظة من النظام وتطرد منها داعش”، بهذه العبارة بدأت كارول معلوف حديثها إلى عنب بلدي، عن تجربتها في زيارة محافظة إدلب بعيد تحريرها من نظام الأسد.
وأثارت زيارة معلوف إلى ريف إدلب في نيسان الحالي ردود أفعال إيجابية في أوساط المعارضة السورية، وانتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، مرتدية اللباس المحلي والحجاب بابتسامة لاتفارق وجهها، رغم التصعيد الذي تمارسه آلة الأسد مؤخرًا في الشمال السوري ككل، “قررت ارتداء الحجاب والعبايَة لكي لا أستفز المجتمع؛ الهدف كان الاختلاط مع المجتمع المحلي لأسمع آراءهم بصراحة”.
وزارت الصحفية اللبنانية عدة مناطق في المحافظة كبلدات جسر الشغور، وإدلب المدينة، وكفرنبل، ومعرة النعمان، وتقول “سألت الناس عن آرائهم وتطلعاتهم وأحلامهم للمستقبل.. أردت أن أوصل صوتهم بلغة يفهمها العالم علّه يسمع”، منوهة أن دخولها كان بقرار شخصي و”المواد ستعرض على وسائل إعلام محلية إقليمية ودولية.. عندي كلام كثير وقصص من الواقع أكثر”.
وترى معلوف، التي ترأس جمعية خيرية تدعم اللاجئين السوريين في عرسال إضافة إلى عملها الصحفي، أن الخطر الوحيد الذي رافق زيارتها هو البراميل والقصف اليومي، “لم أتعرض لأي مضايقات من الفصائل الإسلامية، بل بالعكس هناك من سهل دخولي مثل لواء الغرباء، ومن رحب بوجودي مثل حركة أحرار الشام، وحتى جبهة النصرة لم تعترض”.
إلا أنها لاحظت حجم المعاناة التي يعيشها أهالي هذه المناطق حيث لا وجود للخدمات الأساسية، مشيرةً إلى بعض السلبيات التي شاهدتها “هناك تشدد من بعض أمراء جبهة النصرة خصوصًا المهاجرين.. سمعت عدة قصص عن تجاوزات وفرض الأمور المتشددة بالقوة”.
واعتبرت أن “المجتمع المحلي وفصائل الجيش الحر وأحرار الشام يقفون مع الشعب ويحمونهم من أي تجاوزات من هذا النوع.. أظن القيادات في جبهة النصرة فهمت هذا الأمر وخففوا من هذه الممارسات”.
ولمست الصحفية إيجابيات عدة، تجلت باستعداد الأهالي لدفع ثمن الحرية ورفض وجود نظام الأسد، كذلك استمرار الحراك الثوري المدني في كفرنبل وغيرها، موجهة التحية إلى الناشطَين هادي العبدالله ورائد فارس، وأضافت “هناك حراك نسائي مميز في كفرنبل تقوده غالية رحال (مديرة مركز مزايا)؛ عمل رائع تقوم به هذه السيدة والمجموعة المساعدة لها لتمكين المرأة السورية… أعطوني الأمل بمستقبل سوريا”.
وأعربت كارول معلوف عن سعادتها بزيارة قرىً في ريف جسر الشغور، حيث يتجاور المسلمون والمسيحيون وغيرهم من الطوائف “أوجه التحية لأهالي القرى الصامدة في الجانودية واليعقوبية والجوار.. مثال للتعايش الإسلامي المسيحي بالرغم من كل ما يقال عن الإسلاميين”.
“لن تكون رقة ثانية طالما هناك جيش سوري حر ولواء الغرباء وحركة أحرار الشام… سيدافعون عنها بالتأكيد لتبقى حرة ومدنية”، هكذا تردّ كارول حول التسويق الدولي والاتهامات المبطنة للفصائل التي حررت المدينة، بتحويل إدلب إلى إمارة إسلامية، خاتمةً حديثها لعنب بلدي بالقول: “بين براميل النظام وسواطير داعش.. هناك شعب عظيم صامد، صامت، يعمل من أجل الحرية.. وسينتصر”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :