اندلعت اشتباكاتٌ متفرقة في مدينة داريا الأسبوع الماضي بين مقاتلي الجيش الحر وقوات الأسد، تزامنًا مع قصف الأحياء السكينة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، في حين تشهد مدينة معضمية الشام ترقبًا حذرًا إثر شروطٍ أرسلها النظام لـ «استمرار الهدنة أو خرقها مع مهلة 15 يومًا».
وشهدت جبهة داريا الشمالية يوم الاثنين 13 نيسان، اشتباكاتٍ عنيفة بين مقاتلي لواء شهداء الإسلام العامل في المدينة وقوات الأسد، أسفرت عن إعطاب آلية عسكرية للنظام بعد استهدافها من قبل المقاتلين، وقنص عددٍ من جنوده بحسب مراسل عنب بلدي في المدينة.
وبث لواء شهداء الإسلام في وقتٍ لاحقٍ من يوم الثلاثاء 14 نيسان، عبر قناته على اليوتيوب، تسجيلًا مصورًا تظهر فيه المجنزرة المعطوبة على جبهة سكينة.
بدوره قصف النظام بقذائف الهاون وصاروخين من نوع «فيل» الأحياء السكنية وسط المدينة، يوم الأربعاء 15 نيسان، دون خسائر بشرية.
واستمرارًا لسياسته في الضغط على مقاتلي داريا، كثف طيران الأسد المروحي تحليقه في سماء المدينة، وألقى 4 براميل متفجرة يوم السبت 18 نيسان على المنطقة الغربية إثر عمليات قنص متبادل في المنطقة، كما افتعل النظام حريقًا ضخمًا في المنطقة الشمالية بحسب المركز الإعلامي في المدينة، الذي بث صورًا لسحب الدخان بالقرب من مقام سكينة.
وفي سياقٍ متصل، تشهد مدينة معضمية الشام المجاورة توترًا كبيرًا، وذلك بعد إرسال النظام شروطًا للإبقاء على الهدنة بين الطرفين أو خرقها بالكامل مع مهلة 15 يومًا للتنفيذ، حسب ما تناقله أبناء المعضمية.
وجاء في الشروط التي انتشرت في المدينة ولم يعلن عنها أي مصدر رسمي «حل فصائل المعارضة المسلحة في المعضمية، حل مجلسها المحلي، الفصل الكامل بين داريا والمعضمية، دخول مؤسسات الدولة دون استثناء، وقف المؤسسات الإعلامية المعارضة في المدينة، تسوية أوضاع المتخلفين والمطلوبين، وتحويل المعتقلين إلى القضاء وإطلاق سراح من أمكن الإفراج عنه».
وأفاد مراسل عنب بلدي أن لجنة المصالحة خرجت عدة مراتٍ الأسبوع الماضي للتفاوض مع النظام، لكن نتائج التفاوض لم يعلن عنها بعد، في حين نقلت الصفحة الرسمية للمصالحة الوطنية عن رئيسها في المعضمية حسن غندور، يوم السبت 18 نيسان، أن معبر المدينة إلى العاصمة دمشق «سيفتح خلال أيامٍ قليلة».
ولم يتقيد نظام الأسد بشروط الهدنة، ومنذ شهرين تقوم قواته بفرض حصارٍ مطبقٍ على مدينة المعضمية وتمنع دخول أي موادٍ إغاثيةٍ للمدينة، بالإضافة إلى عمليات قنصٍ للمدنيين واعتقالاتٍ تعسفية بحق الأهالي على الحواجز المحيطة.
كما يعاني أهالي داريا من اعتقالات متكررة خلال الشهر الماضي من قبل أجهزة الأمن واللجان الشعبية في مناطق النزوح، ووصل عدد المعتقلين مؤخرًا إلى قرابة 600 معتقل، عدا عن أكثر من ألفين آخرين اعتقلوا خلال أعوام الثورة الأربع.