بعيدًا عن آبار النفط.. أساليبٌ بدائية لـ «تصنيع» المحروقات في داريا

  • 2015/04/19
  • 4:06 م

يعمد أهالي المناطق المحررة إلى تكرير النفط من آباره بمعداتٍ بسيطةٍ إثر تدمير منشآت استخراجه جراء المعارك فيها وانقطاع إمدادات النظام، بينما يعمل بعض المدنيين في مدينة داريا على صناعته من مادة البلاستيك متبعين أساليب بدائيةٍ، إلا أن المواد الناتجة تسبب مشاكل صحية للعاملين على استخراجها.

ونظرًا لحاجة المحاصرين في داريا إلى المحروقات التي انقطعت عن المدينة نتيجة لسياسة الحصار التي تفرضها قوات نظام الأسد منذ أكثر من سنتين، ابتكر الأهالي أساليب بسيطة على مبدأ المنشآت الكبيرة لـ «صنع» مادة المازوت أو إعادة استخراجها من مواد قابلةً للصهر كالبلاستيك وأكياس النايلون في براميل محكمة الإغلاق.

وفي حديثه لعنب بلدي أوضح أبو النور، أحد العاملين في هذا المجال، طريقة استخراج المازوت من البلاستيك «بعد إذابة البلاستيك في البرميل فوق درجات حرارة مرتفعة، يمر بخاره عبر أنبوب مغمور بالمياه الباردة، ليتحول إثرها البخار إلى سائل»، وتسمى هذه الطريقة علميًا بـ «التقطير».

وأردف أبو النور مشيرًا إلى إمكانية تأمين مواد أخرى غير المازوت إلّا أن الإمكانيات المادية محدودة حاليًا «لو توفرت المواد اللازمة لاستطعت استخراج بعض البنزين والغاز».

وعلى الرغم من بساطة الطريقة، إلا أنها تتسبب بمشاكل صحيّة نتيجة للغازات الضارة التي تنطلق إثر عملية الحرق، فقد استقبل المشفى الميداني عدة إصاباتٍ، «تعاني من حالات احتراقٍ والتهاب قصباتٍ حادٍ، بالإضافة إلى ضيقٍ شديدٍ في التنفس»، وفق ما ينقله أبو ياسر أحد المسعفين في المشفى.

بالإضافة إلى ذلك «تعتبر جودة المادة الناتجة سيئةً، وكثيرًا ما ينتج عن استخدامها أضرارٌ في المحركات والمولدات» بحسب «أبو محمد»، مصلح مولداتٍ كهربائية، التي تعتبر المصدر الرئيس لتوليد التيار اللازم لشحن الأجهزة الإلكترونية وسط تعطّل الشبكة بشكل كامل منذ سنتين.

المضار الصحية للعمل في هذه المجال ورداءة الإنتاج لم تمنع المحاصرين من الاستمرار فيه، فهو يلبي بعضًا من احتياجاتهم الأساسية، كاستخراج المياه وضخها وتشغيل بعض المحركات الضرورية، في ظل فقدان المحروقات وثمنها المرتفع إن وجدت إذ يصل سعر ليتر المازوت إلى قرابة ألف ليرة سورية.

وفي السياق، عمد بعض الأهالي إلى استخراج غاز الميتان من روث الأبقار والفضلات واستخدامه كوقود للمولدات الكهربائية.

وتتم العملية بوضع الروث في جورٍ فنية مساحتها بين 3- 8 أمتار وعمق متر تقريبًا، ومغلفة بغطاء من «الجلاتين»، ثم تغلق بإحكام حتى لا يتسرب الغاز.

ونقل أحد القائمين على استخراج الميتان بمجهودٍ شخصي، أن أفضل طريقة مجربة هي استخدام خزانات البلاستيك بدلًا عن جور «الجلاتين» كونها تتعرض للشمس بشكل أكبر، وتوفّر إمكانية التحكم بضغط الغاز.

وتبدأ الحفرة المعرضة لأشعة الشمس بإنتاج الغاز بعد أسبوعٍ تقريبًا، ليخرج عبر أنبوبٍ ويجمّع من قبل القائم على الجورة، كما يستخدم الروث بعد ذلك كسمادٍ طبيعي للأراضي الزراعية.

وكانت سياسة الحصار والقصف بالبراميل المتفجرة الذي تقوم به قوات النظام، دمرت البنى التحتية في المدينة ما أدى إلى انقطاع كاملٍ للخدمات وشبكات الكهرباء والاتصالات، بينما تمنع الحواجز المحيطة بالمدينة دخول المحروقات والمواد الغذائية إلى قرابة 6 آلاف مدني محاصر منذ سنتين ونصف.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا