جنود الأسد عطشى للدماء
«بهذه العبارات دخل علينا جنود الأسد -الفرقة الرابعة -عندما اقتحموا منزلنا» هذا ما قاله أبو خليل خلال لقائنا به ليتحدث لنا عن المجزرة التي حدثت منذ أسبوعين.
«كنا ننتظر صهري (جوز بنتي) كي ينهي وضوءه لكي نتناول طعام الفطور برفقة أبنائي الاثنين وزوجتي وابنتي، ولكن سرعان ما سمعنا طرقات قوية على باب المنزل، حسبناها زلزالًا من هول قوتها، فركضنا لنفتح الباب ولكن وحشية جنود الأسد كانت الأسبق، فكسروا الباب فوق رؤوسنا، أخذوني وولديّ أحدهم 24 عامًا، وآخر 23 عامًا، وصهري، وغطوا لنا أعيننا، وأخذوا هوياتنا وأخرجونا من المنزل، فلم أتردد بقول: كنا بمصيبة، وصرنا بمصيبتين. مضت أيام على انقطاع الكهرباء والماء عنا، والآن أتيتم أنتم لتحمونا ولكنكم تعذبونا!!»
فأمر الضابط العسكري بإرجاع هويتي وأمرني بالدخول إلى المنزل، فوجدتهم جامعين النساء في المطبخ وعلى أهبة الاستعداد لقتلهم.
فقال لي أحدهم نحن عطشى، فقدمت لهم الماء والعصير، وكنت أنوي في نفسي أن أقدم لهم الطعام علّي أستطيع أن أكبت حقدهم وغضبهم، فعاود آخر ليقول لي: نحن عطشى! فقلت له خير خير سأقدم لك الماء فأجاب بالرفض، وصعقني ابن بلدي بقوله: «نحن عطشى للدماء».
فأخذوا أبنائي وصهري ومن ثم أخذوا من حارتنا من كل منزل ثلاث أو أربع شباب، فكانت المحصلة 9 شبان.
وسرعان ما سمعت أصوات صراخ شديدة آتية من منزل محروق خلفنا، فهرعت إلى المكان لأجد بعد ذلك جثث أبنائي وصهري وشباب الحارة، وثلاثة شبان آخرين مكومة فوق بعضها البعض في مطبخ ذلك المنزل».
وأكمل أبو خليل.. «لم يكتفوا بقتل أبنائي الاثنين وصهري، بل وداهموا منازل ابنتي الاثنتين ومن ثم اعتقلوا أزواجهن لنجدهم جثث متفحمة».
أصبح أبو خليل المعيل الوحيد لخمسة عائلات: عائلته وعائلة ابنته المؤلفة من4 أطفال، وابنه المؤلفة من طفلين، والآخر الذي ترك طفلًا ليعانوا جميعًا من القهر والخوف.
هذا العم شاهد آخر على المجزرة، حيث نجى من الموت ولكن.. لم تنجوا عائلته منه..
في عهد الأسد..في كل منزل تكمن حكايا أليمة..
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :