هكذا اغتيل رئيس الوزراء السوري الأسبق صلاح الدين البيطار في باريس
اغتيل صلاح البيطار، أحد مؤسسي حزب البعث ورئيس وزراء سوريا مرتين، في 21 من تموز 1980، في فرنسا، دون أن يعرف حتى اليوم من اغتاله، رغم اتهامات وجهت للنظام السوري بالتخلص منه بعد جلسة عاصفة مع حافظ الأسد حاول خلالها الأخير إعادة البيطار إلى دمشق لإحداث توازن مع الجناح العراقي للحزب بعد رحيل ميشيل عفلق إلى العراق.
وهذا ما رفضه البيطار لتعنت الأسد فيما يخص الحريات العامة وحرية الصحافة والقبضة الأمنية المسيطرة على البلاد، بحسب مقال نشره الكاتب صلاح نيوف في موقع الحوار المتمدن عام 2005.
المحادثات بين الأسد والبيطار لم تفض إلى نتيجة بناءة، وكانت نتيجتها مغادرة البيطار دون جدوى، ليصدر في باريس مجلة الإحياء العربي، التي هاجمت النظام الحاكم في سوريا، عدا عن اتصالاته بالمعارضة خارج سوريا، سواءً من البعثيين الذين فروا باتجاه العراق، ومنهم ميشيل عفلق، أو المعارضين الآخرين.
كيف تمت عملية الاغتيال؟
أطلق مسلح مجهول، في 21 من تموز، الرصاص على عنق البيطار من الخلف، أمام باب مكتبه في باريس، باستخدام مسدس كاتم للصوت، قبل أن يفر هاربًا.
ونفى السفير السوري في باريس، أي علاقة لسوريا باغتيال البيطار، بحسب ماذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، في عددها الصادر يوم 22 من تموز 1980.
وقالت الصحيفة إن البيطار يعد أحد أبرز قادة المعارضة السورية في أوروبا، وإن هذه المعارضة كانت تنظم صفوفها بشكل كبير في الفترة التي سبقت الاغتيال.
وذكرت الصحيفة أن وسائل الإعلام في سوريا، هددت بقطع الأيدي التي ستمتد إلى البلاد.
من هو صلاح الدين البيطار؟
ولد صلاح الدين البيطار في حي الميدان عام 1912، وبعد نيله الشهادة الثانوية توجه إلى فرنسا لدراسة الفيزياء في جامعة السوربون، وهناك التقى بميشيل عفلق، وأسس معه “اتحاد الطلبة العرب”، قبل أن يعودا إلى دمشق ويؤسسا معًا حركة “الإحياء العربي”، التي تحولت لاحقًا إلى حزب “البعث العربي”.
التقى البيطار وعفلق مع أكرم الحوراني مؤسس “الحزب الاشتراكي” ليتم تأسيس حزب “البعث العربي الاشتراكي”، وإصدار صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب عام 1946.
سجن البيطار عام 1948 لمعارضته تمديد ولاية رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وكذلك اعتقله صاحب أول انقلاب عسكري في العالم العربي حسني الزعيم عام 1949 قبل أن يفرج عنه لاحقًا، وتولى وزارة الخارجية في عهد القوتلي نفسه عام 1956.
https://www.youtube.com/watch?v=G2RHdCCe9ak
تولى البيطار وزارة الخارجية في عهد الرئيس الراحل، شكري القوتلي، وكان نائبًا لرئيس الجمهورية العربية المتحدة أيام الوحدة السورية- المصرية، قبل أن يقدم استقالته في عام 1959، ويوقع على وثيقة الانفصال عام 1961.
وقع البيطار على وثيقة الوحدة السورية المصرية عام 1958، وعلى وثيقة الانفصال كذلك، وبعد انقلاب 1963 الذي قام به البعث بقيادة اللجنة العسكرية، تولى البيطار رئاسة الوزراء.
بدأت الخلافات بين اللجنة العسكرية من جهة وصلاح البيطار وميشيل عفلق من جهة أخرى بسبب تدخل العسكر والجيش في شؤون الحكم، وفشل في انتخابات القيادة القومية واستطاعت اللجنة إبعاده عن الحكم في النهاية.
بعد انقلاب صلاح جديد وحافظ الأسد، في عام 1966، غادر البيطار سوريا، وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام، عام 1969.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :