عنب بلدي – إدلب
يتخذ متطوعو منظمة “الدفاع المدني” من العراء والأراضي الزراعية مكانًا لانطلاق عمليات الاستجابة اليومية والقيام بمهامهم، بعد أن طال القصف عددًا من مراكز المنظمة وقتل متطوعين في غارات روسية وسورية.
توجه متطوعو “الدفاع” نحو آلية دفاع جديدة ضد الطائرات الحربية التي استهدفت مراكزهم، لتجنب المزيد من الضحايا بين صفوفهم، إذ بلغ عدد الضحايا من المتطوعين أربعة قتلوا جميعهم على يد القوات الروسية، وأصيب ما لا يقل عن 22 عنصرًا بإصابات متفاوتة، منذ بداية الحملة العسكرية في 26 من نيسان حتى 12 من تموز الحالي، بحسب توثيق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وخلال الحملة العسكرية قصفت قوات الأسد وروسيا، بحسب “الشبكة”، ما لا يقل عن 31 مركزًا تابعًا لـ”الدفاع المدني السوري”، 15 منها على يد قوات الأسد و16 على يد القوات الروسية.
مراكز في العراء
أوقفت “الدفاع المدني” عدة مراكز في بلدات الهبيط وخان شيخون والتمانعة بسبب تعرضها للقصف ونقلت مراكزها إلى العراء، وفي حديث إلى عنب بلدي قال مدير “الدفاع المدني” في إدلب، مصطفى الحاج يوسف، إن فرق “الدفاع” تضطر لتغيير مراكزها بشكل يومي، وأغلب الفرق تضطر للعمل في الأراضي الزراعية في الأماكن القريبة من المناطق المسكونة، حيث تكون الاستجابة أسرع في أي وقت لأي نداء يوجه.
وأشار الحاج يوسف إلى أن عمل الفرق لم يتأثر على الرغم من وجود صعوبات بسبب بقاء تلك الفرق بالأراضي الزراعية ما يتسبب بكشفها للطيران، لذلك تحاول إخفاء الآليات بالقرب من أماكن وجودها، فضلًا عن صعوبات من ناحية تأمين المياه وشبكة الإنترنت للتواصل.
وقال مصطفى حاج يوسف إن فرق “الدفاع المدني” لا تزال تعمل بكل طاقتها في سبيل تأمين الخدمة للمدنيين الموجودين في تلك المناطق، كخان شيخون والهبيط حيث أغلقت مراكز المنظمة.
حرب لإخفاء الشهود
تتعرض منظمة “الدفاع المدني” لحرب تتمثل بحرب إعلامية وسياسية فضلًا عن الاستهداف المباشر، وهذا ما عزاه مدير المنظمة، رائد الصالح، في حديث سابق لعنب بلدي، إلى أن “الدفاع المدني” هو الشاهد على جرائم الأسد وروسيا بحق الشعب السوري.
وقال الصالح إن “الدفاع المدني كمؤسسة لديها انتشار واسع في سوريا، وهي المستجيب الأول لكل الكوارث الإنسانية، لذلك تعمل روسيا على تشويه سمعتها”.
وأضاف الصالح، “هم لا يستطيعون إخفاء الجريمة، لذلك يعملون على تشويه سمعتنا ليقتلوا الشاهد على ارتكاب جرائمهم في سوريا”.