إدلب- شادية التعتاع
آلاف الطلاب حرموا من التقدم للامتحانات المدرسية في ظل التصعيد العسكري المستمر على ريفي حماة وإدلب في الشمال السوري، منذ منتصف شباط الماضي حتى اليوم، الذي سبب نزوحًا سكانيًا عن المنطقة وتسربًا طلابيًا عن المدارس بالتزامن مع الفترة الامتحانية.
الطالب مجد الريا، أحد أبناء ريف إدلب الجنوبي، لم يتمكن من الالتحاق مع زملائه بالامتحانات الأخيرة بسبب نزوحه من بلدته.
يقول مجد لعنب بلدي، “نزحت أنا وعائلتي بعد قصف منزلنا مباشرة في جبل شحشبو، إلى مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي قبل امتحاناتي لشهادة التعليم الأساسي بشهر تقريبًا”، ويضيف، “بسبب النزوح لم أستطع تقديم امتحاناتي لهذا العام لعدم قدرتي على التركيز والدراسة وعدم التحاقي بالمراكز الامتحانية في المنطقة الموجود فيها حاليًا”.
محمد الحسين، معاون مدير التربية في محافظة إدلب، أشار في حديث لعنب بلدي إلى وجود عدد من الطلاب في ريف إدلب الجنوبي، خصوصًا في المرحلة الانتقالية، حرموا من التقدم للامتحانات، وأوضح أن عددهم وصل إلى 90 ألف طالب.
وأضاف الحسين أن أكثرمن 80 مدرسة خرجت عن الخدمة بشكل كامل بسبب القصف الذي طال مناطق متفرقة بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى حرمان آلاف الطلاب من تلقي التعليم بجميع المراحل.
ونوه الحسين إلى أن عدد طلاب الشهادة للمرحلتين الأساسية والثانوية الذين حرموا من التقدم للامتحانات كان قليلًا، باستثناء الذين نزحوا إلى خارج المحافظة، إذ إن الطلاب الذين نزحوا من ريف إدلب الجنوبي إلى المناطق الشمالية، تم إلحاقهم بمراكز داخل المناطق الذين نزحوا إليها، بعد إلغاء الامتحانات في مناطقهم الأصلية بسبب سوء الوضع الأمني.
ريف حماة.. نصف الطلاب لم يقدموا امتحاناتهم
يشير أحد المسؤولين في “مديرية تربية حماة الحرة” إلى أن أكثر من نصف الطلاب في ريف حماة لم يتمكنوا من التقدم للامتحانات هذا العام، بسبب الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة.
وبحسب حسين هاشم، عضو الهيئة العليا في دائرة الامتحانات بمديرية تربية حماة، بلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية حوالي 650 متقدمًا من أصل 1100 طالب.
وأضاف الهاشم لعنب بلدي أن الطلاب الذين لم يتمكنوا من تقديم الامتحانات للمرحلة الانتقالية كانوا في المناطق التي تعرضت للقصف اليومي، وهي الغاب الجنوبي، والقلعة التوينة، والشريعة، والحويجة، وسلة، والحويز.
طلاب المخيمات لم يكملوا تعليمهم
على الرغم من مناشدة أهالي مخيم سنجار في مدينة سرمدا للعديد من الجهات والمنظمات من أجل افتتاح مدرسة في المخيم، باءت جهودهم بالفشل حسبما قال عدد من أهالي المخيم لعنب بلدي.
عبد الله الحميد، من قرية سنجار بريف المعرة الشرقي والذي هُجّر إلى مخيم سرمدا منذ سنتين، قال لعنب بلدي، “لدي خمسة أولاد منهم من لا يزالون في المرحلة الابتدائية ولم يستطيعوا إكمال دراستهم، ومنهم يجب أن يكونوا في المرحلة الأساسية، وذلك بسبب بُعد المدارس عن المخيم وعدم وجود كوادر تعليمية داخل المخيم”.
وأضاف أن عددًا من الأطفال يضطرون إلى السير مئات الأمتار يوميًا عبر طرقات ترابية للوصول إلى المدارس في المدينة، وهو أمر يشق على كثيرين.
جهود فردية للنهوض بالتعليم في المخيمات
يسعى الشاب ممدوح يوسف، من بلدة حوا بريف إدلب الشرقي، وراء مشروعه في مخيم الدانا بريف إدلب، وهو عبارة عن مدرسة بسيطة أنشئت بجهود فردية.
يقول ممدوح لعنب بلدي، وهو خريج معهد متوسط، إنه بدأ المشروع في 15 من أيلول 2018 بخيمة واحدة فقط، وبكادر مؤلف من عشرة أشخاص جميعهم خريجو معاهد وجامعات.
ويضيف، “ثم حصلنا على عشر خيام من منظمة Syria Relief، وأنشأنا مدرسة تضم غرفة إدارة وغرفة أنشطة وتسع شعب للمرحلة الانتقالية”.
واليوم تستقبل المدرسة حوالي 300 طالب من المرحلة الابتدائية والروضة، جلهم نازحون، بحسب ما يقول ممدوح.