تشرح رواية “الطريق الطويل.. مذكرات صبي مجند”، وهي السيرة الذاتية للكاتب إشمائيل بيه، قصته الشخصية في طفولته التي قضاها في سيراليون في أثناء الحرب الأهلية التي ضربت البلاد.
ويروي الكاتب خلال القصة تفاصيل قريته والأيام الأخيرة قبل وصول المتمردين إليها والمجازر التي حصلت فيها، واختباء سكان قريته لأيام متواصلة قبل هروبه مع بعض الأصدقاء، ونومه في قرى مهجورة وعدم وجود الطعام، ووصلت به الحال أن أصبح شرب الماء مؤلمًا بالنسبة له. كما يروي إلقاء القبض عليهم مرات ومرات، وإجبارهم على القتال ضمن القوات الحكومية وهم أطفال، وتدخينه الماريوانا واستنشاق الـ”براون براون”، وهو كوكايين مخلوط بالبارود.
يوميات إشمائيل الطويلة والمليئة بتفاصيل العذاب والتعب لطفل في الثانية عشرة من عمره مرعبة وتعطي صورة واضحة عن تفاصيل الصراعات والنزاعات العرقية والأهلية والدينية في إفريقيا.
كما تحمل الرواية كمًا عاطفيًا تجعل القارئ يتعاطف مع بطل الرواية الذي يمضي في الحياة بانتظار معجزة تعيد حياته لمجراها الطبيعي، كما تجب أن تكون لأي طفل في هذا العالم، عبر تفاصيل بصرية يشعر معها القارئ وكأنه يرى بعينيه ما يجري لحظة بلحظة.
وبالتوازي مع قصة الطفل إشمائيل، تمضي الرواية بشرح لحظات الرعب التي يعاني منها سكان القرى واستعداداتهم للحرب، وهروب إشمائيل وأصدقائه تحت أشعة الشمس التي تبلغ حرارتها 48 درجة مئوية.
يقول إشمائيل في روايته على لسان صديقه، “في كل مرة يأتي أناس إلينا وهم عازمون على قتلنا، كنت أغمض عيني وأنتظر الموت، رغم أنني ما زلت حيًا، أشعر في كل مرة أسلم فيها للموت وكأن جزءًا مني يموت، وسرعان ما سوف أموت تمامًا”.
ينتقل إشمائيل إلى مركز تأهيل في كيسي تاون، حيث يتعرف إلى حياة أخرى مختلفة تمامًا، ويعود للعيش في كنف عمه لفترة، قبل ذهابه إلى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك للتحدث حول الأطفال في سيراليون بتوصية من مدير مركز التأهيل، ووفاة عمه.
كما تتضمن الرواية في قسم منفصل، أهم المحطات التي مرت في تاريخ سيراليون منذ عام 1462 حتى عام 2006.
حصلت الرواية على تقييم 4.15 على موقع “goodreads”، وترجمت الرواية للمرة الأولى عام 2009 ونشرتها دار الشروق المصرية، ضمن 300 صفحة، وترجمت إلى 22 لغة بحسب الغلاف الخلفي للرواية.
يعيش إشمائيل حاليًا في نيويورك، بعد أن وصلها في عام 1998 وأكمل السنتين الأخيرتين من دراسته الثانوية في مدرسة الأمم المتحدة، وتخرج في جامعة أوبرلين عام 2004، وهو عضو اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان- قسم مراقبة حقوق الأطفال.