بالرغم من وفاته منذ 46 عامًا ما زال السبب الحقيقي وراء وفاة أسطورة الفنون القتالية بروس لي، لم يُعرف حتى الآن.
لم يكن بروس لي مقاتلًا أسطوريًا فقط، بل كان يملك فلسفة خاصة، إذ يتحدث “لي” في يومياته عن الحياة قائلًا إنّها “محاولة دائمة من أجل حل المشاكل”.
ويقول أيضًا عبر تصوراته الفلسفية إنّ “الحياة تقوم على التكيف مع ما هو ثابت، والثابت، أنّ الحياة عبارة عن ممارسةٍ طويلة للمعاناة، يجب إيجاد طريقةٍ للتكيف معها، والبقاء في حالةٍ من المرونة”.
فلسفة خاصة: ممثل.. أسطورة فنون قتالية
وُلِدَ بروس لي في 27 تشرين الثاني 1940 في سان فرانسيسكو، وأطلق عليه والده اسم لي جون فان، والذي كان يعمل مغنيًا بالأوبرا في هونغ كونغ.
ظهر هذا النجم في أول فيلمٍ له في عمر ثلاثة أشهر، بدور طفل أمريكي في فيلم Golden Gate Girl عام 1941، وحصد أكثر من 20 فيلمًا كممثلٍ طفل منذ عام 1946.
أنهى لي دراسته الثانوية في مدينة إديسون في واشنطن، وبعد ذلك التحق بجامعة واشنطن لدراسة الفلسفة، كما حصل على وظيفة لتدريس فنون الدفاع عن النفس التي كان قد تعلمها في هونغ كونغ سابقًا.
التقى لي في أثناء دراسته بفتاة تُدعى ليندا إيمري وتزوجا في عام 1964، رُزِقَ لي وزوجته ليندا بولدٍ يُدعى براندون عام 1965، وفتاة تُدعى شانون عام 1969، وجاء زواجه تزامنًا مع تأسيسه لمدرسة في فنون الدفاع عن النفس في سياتل.
حاول لي خلق نظامٍ قتالي متكامل للدفاع عن النفس، الذي بناه على فلسفةٍ بسيطةٍ، يقول بشأنها “يظن الناس إنّ الماء رمزٌ للضعف، لكن، إن وضعت الماء في إناء، فإنّه سيأخذ شكل الإناء، ولو وضعته في زجاجة، فسيتخذ شكلها، إنّه بلا شكل، ولا يمكن تحطيمه، لذلك، عليك أن تتكيف، أن تكون منسابًا كما الماء”.
سرعان ما انتقل لي وليندا إلى كاليفورنيا، حيث افتتح مدرستين في أوكلاند ولوس آنجلوس، وبالرغم من نجاحه في التدريب إلا أنه بقي متعلقًا بعالم السينما.
اكتسب لي المزيد من الشهرة من خلال مشاركته في المسلسل التليفزيوني “The Green Hornet”، إذ تم بث المسلسل على مدار 26 حلقة في عامي 1966-1967.
ومن هنا كانت انطلاقته الحقيقية كممثل مشهور، شارك بعد ذلك في مسلسل “كونج فو” عام 1971، وبحلول نهاية عام 1972، كان لي نجمًا سينمائيًا كبيرًا في آسيا.
إشاعات حول طريقة وفاته
كان خبر وفاة لي، في 20 من تموز عام 1973، إثر تعرضه لنزيف حاد في المخ، عن عمر يُناهز 33 عامًا.
ومثل أي اسطورة، لم يتفق أحد على سبب وفاته المفاجئة في هونغ كونغ، ومنذ ذلك الوقت صار تفسير وفاته غامضًا.
وتوجد روايات متضاربة حول مقتله، تقول إحداها إن لي الملقب بـ “التنين الصغير” تم قتله بواسطة بعض خبراء الكونج فو، خاصةً أن ابنه براندون تُوفي في نفس الظروف تقريبًا عام 1993، في أثناء تصويره أحد أفلامه السينمائية.
أما ثاني الإشاعات فكانت أن “منتجي هوليود قتلوه بالسم لمشاكل شخصية”، سواء بسبب نجاح أفلامه غير العادية أو لأنه صيني يقوم بدور البطولة الأولى في الأفلام، وهو ما يستدل عليه بظهور انتفاخ في كثير من أجزاء جسده وهو في التابوت.
“بروس لي توفي نتيجة تناوله دواء خاطئ”، هذا ما قاله المنتج السينمائي السابق ريموند تشاو، موضحًا أنه تناول عقارًا للصداع في منزل صديقته بيتي، في حين أنه كان يُعاني من حساسية مفرطة تجاه ثلاثة من مكونات هذا الدواء.
إلا أن هناك من يدحض هذه الروايات الثلاثة معتبرًا أن الوفاة طبيعية وتحدث عادةً لممارسي الرياضة الكبار، لبذلهم مجهودًا عضليًا مضاعفًا سواء في النزالات أو الأفلام.
تم تحويل قصة حياة لي إلى فيلم سينمائي عام 1993 بعنوان “Lee Story”، استنادًا إلى مذكرات زوجته ليندا لي التي نُشِرَت عام 1975.
ونشر فيلم وثائقي عنه عام 2009 بعنوان “How Bruce Lee Changed the World”.
وفي صيف عام 2013 افتتح متحف التراث في هونغ كونغ معرض “Bruce Lee: Kung Fu. Art. Life”، الخاص بالفنون القتالية التي اتبعها بروس لي.