«لم يعد ينقصنا أي شيء بعد افتتاح المستشفى»، هكذا علق الحاج أبو محيي الدين على افتتاح مستشفى الإيمان النسائي، بعد أن عانى كثيرًا لإيجاد مكان لعلاج مرض زوجته المزمن؛ بعد أن تزايدت معاناة النساء السوريات في الشمال السوري نتيجة نقص الكوادر والأجهزة الطبية وندرة المنشآت المؤهلة لتقديم العلاج لهن.
وتلبية لحاجة المنطقة، شهدت بلدة أروم الكبرى بريف حلب الغربي افتتاح مشفى الإيمان قبل قرابة شهرين، وهو مشفى متخصص بأمراض النساء ويقدم رعاية طبية تتضمن فحوصات وعمليات توليد وحاضنات للولادات، ويعد المشفى الأول من نوعه في الشمال السوري وفي مناطق سيطرة المعارضة.
وفي استطلاع لآراء أهالي المنطقة، تحدث أبو محمد الحمصي، من سكان قرية كفر حمرة، إلى عنب بلدي عن الرعاية الطبية التي تلقتها ابنته عند ولادتها، فأوضح أن «الخدمة كانت جيدة وتمت الولادة بشكل ميسر دون أي مشاكل».
وعلى عكس توقعاته فإن المشفى مجهز بحاضنات، كما تواجدت طبيبة مختصة، وليس مجرد «مستوصف» يقدم خدمات محدودة، واعتبر أبو محمد المشفى «إنجازًا رائعًا ضمن الإمكانيات المتوفرة» داعيًا الحكومة المؤقتة إلى دعم المشروع وبحث المزيد من المشاريع المماثلة التي تخدم السوريين.
كما يبدي الأهالي ارتياحهم كون المشفى مخصصة لاستقبال النساء فقط والكادر يتألف من طبيبات وممرضات، ولا يسمح دخول الرجال إليها إلا في حالة الضرورة القصوى.
أما أبو عبد الله، من سكان ريف المهندسين في حلب، فكان له رأي آخر «لا يتعدى عمل المستشفى كونه عيادة طبية، في البداية كان هناك طبيبة مختصة، أما الآن فلا يوجد إلا قابلة قانونية، كما لا يستقبل المستشفى الحالات العاجلة».
وأضاف أبو عبد الله «لا ننكر فضل العاملين على هذا الموضوع»، مردفًا بأنه يرجو أن تفتتح عيادات شاملة في المستقبل القريب تقدم كافة المتطلبات الصحية للنساء.
بدورها، أفادت إحدى الممرضات العاملات (رفضت التصريح باسمها)، بأن المستشفى يقدم كافة خدماته بالمجان، ويستقبل معظم الحالات المرضية كما أنه مزود بحاضنات لحديثي الولادة، موضحةً أنه يلقى إقبالًا واسعًا، ويستقبل قرابة 100 حالة يوميًا «ولا نهدأ من استقبال المرضى».
وأضافت الممرضة «أوجه ندائي إلى كل من يمكنه تقديم المساعدة ليتم تجهيز المستشفى بشكل كامل وتطويره وزياد إمكانياته».
وتغيب المشافي الكبيرة المخدمة عن المنطقة إذ يبعد مشفى أطمة قرابة 40 كيلومترًا، وسط صعوبة في تأمين المواصلات إلى المشافي خصوصًا في الحالات المستعجلة، وتنحصر أغلب المستوصفات على الحدود التركية بغية تأمينها.
ورغم تعدد العقبات وضعف الإمكانيات، يأتي إنشاء المستشفى ليبرز سعي السوريين وإصرارهم على الوصول إلى مرحلة اكتفاء صحي يغنيهم عناء السفر إلى تركيا للعلاج، وعن الاستعانة بالمراكز الطبية التابعة لنظام الأسد، بعد أن تصدرت المنشآت الطبية قائمة أهداف طيرانه في المناطق الخارجة عن سيطرته.