خلاف بين “قسد” والحكومة العراقية يؤجل افتتاح معبر بري حتى إشعار آخر
قرر العراق تأجيل افتتاح معبر حدودي مع سوريا حتى إشعار آخر نتيجة رفض “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) رفع العلم السوري التابع للنظام على المعبر.
وقال مدير ناحية الشمال في محافظة نينوى، خديدا جوكي، في تصريحات صحفية لوكالة “الأناضول”، أمس، الجمعة 19 من تموز، إن “افتتاح معبر حدودي جديد بين العراق وسوريا في مجمع خانصور ضمن ناحية الشمال بقضاء سنجار تأجل حتى إشعار آخر بعد طلب الحكومة العراقية رفع العلم السوري في الجهة المقابلة للمعبر، وهو ما رفضته قسد”.
واعتبر المسؤول العراقي أن “فتح المعبر سينعش الحركة في سنجار وناحية الشمال وتأخره سيعقد الأوضاع”.
وأصرت “قسد” على رفع علمها على المعبر كشرط لافتتاحه، وهو ما رفضته الحكومة العراقية.
وتم الاتفاق قبل ثلاثة أشهر بين الطرفين على افتتاح المعبر الذي يصل بين بلدة سنجار العراقية وأراضي خاضعة لسيطرة “قسد” في الجانب السوري.
وكان مسؤولون عراقيون أعلنوا أنه من المقرر أن يتم افتتاح المعبر هذا الأسبوع، لتسهيل عودة النازحين الأيزيديين من مخيم “الهول” ومخيمات أخرى في سوريا إلى الأراضي العراقية.
وتُجري حاليًا أوساط كردية مفاوضات لافتتاح المعبر بإشراف التحالف الدولي والأمم المتحدة، وفق ما أفادت مصادرفي إقليم كردستان العراق.
وتربط سوريا والعراق ثلاثة معابر وهي معبر “اليعربية”، الذي يقابله على الجانب العراقي معبر ربيعة، وهو خاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة.
ومعبر “الوليد” على الجانب العراقي الذي يقابله معبر “التنف” الخاضع لسيطرة فصائل “الجيش الحر” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
ومعبر “القائم” في مدينة البوكمال بدير الزور والخاضع لسيطرة النظام السوري.
ويسعى العراق لافتتاح المعابر مع سوريا منذ هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في عام 2017 وفك الحصار عن الأراضي التي كان يسيطر عليها.
وتوقفت الحركة البرية بين الطرفين عبر معبر “القائم” منذ عام 2014 حين تمكن تنظيم “الدولة” من السيطرة على “قضاء القائم” في محافظة “الأنبار” بما فيه المعبر الحدودي.
وكانت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها سيطرت على مدينة البوكمال الحدودية جنوب شرقي دير الزور بعد طرد تنظيم “الدولة”، في تشرين الأول الماضي.
كما سيطرت قوات الجيش العراقي و”الحشد الشعبي” على نقطة القائم الحدودية غربي محافظة الأنبار، في تشرين الثاني 2017، والتي كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة”.
ومنذ العام الماضي ينسق النظام مع الحكومة العراقية لفتح معبر “القائم” الحدودي.
وفي شهر آذار الماضي أعلن رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول ركن عثمان الغانمي، أن فتح المعبر سيكون خلال أيام.
وأضاف الغانمي خلال لقاء مشترك مع نظيريه الإيراني والسوري في دمشق، يوم 18 من آذار، “سنشهد في الأيام المقبلة فتح المنفذ الحدودي بين سوريا والعراق، واستئناف الزيارات والتجارة بين البلدين”.
وشهد المعبر عبور حافلتين عراقيتين نحو سوريا في شهر نيسان الماضي وذلك للمرة الأولى منذ خمس سنوات.
وقال مصدر في حرس الحدود العراقي إن حافلتين من الزوار العراقيين المتجهين إلى مرقد السيدة زينب في العاصمة دمشق دخلوا الأراضي السوري، معتبراً أن هذه الخطوة تأتي كإجراء تجريبي أو مبدئي لإعادة فتح الحدود البرية رسميًا بين البلدين .
وتتخوف الولايات المتحدة الأمريكية من فتح المعابر بين سوريا والعراق، وهو ما قد يسهل نقل أسلحة من قبل إيران إلى الميليشيات التي تدعمها في سوريا، إلى جانب نقل أسلحة إلى “حزب الله” اللبناني.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية اعتبرت أن فتح معبر “القائم” سيكون بمثابة “جائزة كبرى” لأنه سيضمن لإيران طريق إمداد لنقل الأسلحة الإيرانية إلى حليفها في لبنان (حزب الله)، كما سيسهل حركة الميليشيات التي تدعمها، إضافة إلى كونه طريقًا تجاريًا بديلًا عن مياه الخليج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :