أوديسا التعددية الثقافية

  • 2015/04/19
  • 12:01 م

يعد الفيلسوف الكندي ويل كيمليكا من أبرز المحاضرين العالميين حول قضايا التنوع الثقافي وحقوق الأقليات في التعبير عن نفسها، ويعتبر كتابه “الأوديسا” أحد أبرز الكتب في هذا المجال.

بحسب الكتاب فإن انهيار الاتحاد السوفيتي واندلاع صراعات عرقية ولغوية وثقافية عديدة في دول شرق أوروبا والبلقان، هو الأمر الذي جعل أوروبا تتجه نحو تدويل قضية الأقليات وزيادة الاهتمام بها، فقد اقتنعت أوروبا أن هذه الصراعات ستؤدي إلى موجات هجرة كبيرة باتجاه أوروبا، كما أن أماكن الصراع ستصبح بؤرا للتهريب وتصنيع الإرهاب والتطرف وهو ما يشكل خطرًا على أوروبا.

ويضاف إلى ذلك أن أوروبا باتت تنظر إلى قضية الأقليات كاختبار لمصداقيتها، ولذلك فرضت تسوية حقوق الأقليات كشرط على من يريد الانضمام للاتحاد الأوروبي.

يبين كيمليكا أسباب فشل تطبيق ما أسماه “التعددية الثقافية الليبرالية” في دول ما بعد الاستعمار، وأبرزها باعتقاده أن الأقليات طالبت بحقوقها قبل ترسيخ مؤسسات الدولة الديمقراطية، ولذلك بات ينظر إلى دعوات الأقليات بشكل متزايد على أنها دعوات انفصال، حيث تنعدم الثقة بأن تسلك الأقليات سلوكا ديمقراطيا حين تحقيق مطالبها.

كما يضيف الكاتب أن تفضيل الاستعمار للأقليات في هذه الدول، جعل الأغلبيات أكثر حساسية لمطالب الأقليات وأيقظ لديها مظلميات تاريخية عقدت تعاطيها مع هذه المطالب.

تعتبر قضية الأقليات من أبرز القضايا المطروحة على الساحة السورية اليوم، ومن المهم الاطلاع كيف استطاعت دول العالم التعامل مع هذه القضية المعقدة، خاصة دول أمريكا اللاتينية التي تشكل بحسب الكاتب استثناء يجب دراسته.

قضية الديمقراطية، هي القضية التي يركز عليها الكاتب من أول الكتاب إلى آخره، وهي القضية التي يرى أن ترسيخها هو الحل الوحيد لمشكلة الأقليات.

مقالات متعلقة

  1. حكومة جاستن ترودو والسلف الصالح
  2. هنغاريا تقول إنها لن تستقبل لاجئين وتصفهم بـ "المحتلين"
  3. "التباس الأحاسيس".. تصحيح لسيرة ذاتية كتبها الآخرون
  4. هل تحولت القضية السورية لقضية لاجئين؟

كتب

المزيد من كتب