لازالت تداعيات قرية المبعوجة في ريف حماة الشرقي، تلقي بظلالها في أروقة الائتلاف المعارض، والذي يشهد انقسامًا بين أعضائه بشأن تصريحات عضوه عن الحراك الثوري في حماة سليمان الحراكي.
أمس، أصدر الائتلاف المعارض بيانًا مذيلًا بتوقيع رئيسه خالد الخوجة، أسقط بموجبه عضوية الحراكي من الائتلاف، “استنادًا إلى
واعتبر رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح أن “ما أقدم عليه الرئيس (خالد خوجة) بموجب قراره حول هذا الموضوع، يقع في غير محله القانوني، ولا يترتب عليه أي أثر”، وأكد في وثائق داخلية تسربت اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “حجب الثقة عن أي عضو من أعضاء الائتلاف يجب أن يتم بمراحل، إما عبر اللجنة القانونية، أو بعد تشكيل لجنة من الهيئة العامة في اجتماع قانوني”.
وأظهرت وثائق داخلية حصلت عليها عنب بلدي، حالة من الانقسام في صفوف أعضاء الائتلاف حول قرار أمس بإسقاط عضوية الحراكي، فعلق عضو الهيئة العامة نصر الحريري عليه بقوله “أين تم التصويت.. في الائتلاف.. في المريخ.. أم تم التصويت بين من يقبل هذا القرار فقط؟”، وأضاف “هذا القرار اللاشرعي بين يدي اللجنة القانونية والهيئة العامة، التي يبدو أن هناك رغبة بإلغائها أصلًا”.
موقف نصر الحريري جاء مطابقًا لمواقف أخرى من أعضاء الهيئة العامة من بينهم “ياسر الفرحان، فؤاد علوش، تيسير علوش،
من جهته، أعرب سليمان الحراكي عن أسفه لما يجري في أروقة الائتلاف، نافيًا في حديثه لعنب بلدي أي تهم وجهت إليه بمباركته أحداث المبعوجة، وقال “طبعًا هذا الكلام غير دقيق، الأمر يتعلق فقط بقتلى الشبيحة الذين أوضحنا هويتهم في منشور متمم ونشرنا صورهم وبياناتهم الشخصية، أما قتل المدنيين فأمر لا تتقبله الفطرة السليمة ولا مجال لشرعنته”.
وحول شائعات تكررت مؤخرًا حول تبعيته للتنظيمات الجهادية، أشار الحراكي إلى أنه “عندما بدأت الثورة وبحكم كوني مشارك ضمن الحراك الثوري، جرى التجيير عند بعض أصحاب التوجه اليساري المتطرف لجعلنا نبدو محسوبين على تيار سياسي وهو حركة الاخوان المسلمين، بالرغم من نفيي هذا مرارًا، إلا أن بعض الأطراف السياسية استمرت بالترويج لمثل هذه الأقاويل”.
وأضاف عضو الائتلاف عن حماة: “لما ظهرت الجبهة الاسلامية رمونا بتهمة أننا نؤيدها ثم تطاول العهد بهم مع فرحنا بدخول إدلب ليوجهوا التهم بالانتماء إلى تيارات وفصائل أخرى.. هذه التهم الممجوجة ليس لها أي سند واقعي”.
وأكد سليمان الحراكي أن الفصيل الوحيد الذي ينتمي له هو المجلس الأعلى لقيادة الثورة، ويشغل فيه عضوية المكتب السياسي، “المجلس الذي يضم رموز الحراك في سوريا كالدكتور الشيخ أنس عيروط رئيس المجلس وأول خطيب يعلن الثورة في بانياس، والمهندس مطيع البطين أول جريح في حوران، والمهندس ياسر النجار أحد رموز الحراك الشبابي في حلب، وغيرهم، كلهم يمثلون الوجه الناصع والمشرق لثورتنا وإسلامنا النقي من كل شائبة”، بحسب تعبيره.
وعن رأيه بعمل الائتلاف الحالي، اعتبر الحراكي أن “سيطرة المعارضة التقليدية التي تتعامل مع الثورة بعقلية لا تليق بها،هو من أبرز الإشكاليات في هذا الائتلاف”، وأضاف “نحن بحاجة لإطار سياسي يجمع القوى الثورية التي تخوص الصراع في سوريا.. القوى الأصيلة التي تخوض معارك الشرف في إدلب والغوطة وريف حماة وحمص، لتمثل ثورة شعبنا وليس إلى جهات سمسرة”.
وأشار في نهاية حديثه لعنب بلدي، أن أمر تمثيله في الائتلاف من عدمه هو أمر خاضع للجهة التي انتدبته، أي المجلس الأعلى لقيادة الثورة.
يذكر أن نحو 60 مدنيًا وعسكريًا قضوا في أحداث قرية المبعوجة 30 آذار الماضي، إثر هجوم شنته عناصر تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” على القرية الواقعة شرقي مدينة السلمية، ساعدت قوات الأسد في ارتكاب هذه المجزرة عبر قصفها الجوي والبري على منازل القرية، ما اعتبره ناشطون أن النظام شريك للتنظيم فيها.