عنب بلدي – خاص
شهدت المداجن في محافظة إدلب تنفيذ أول مشروع لتلقيح الدجاج البلدي ضد مرض “نيوكاسل”، الذي يسبب نفوق الكثير من الطيور تاركًا بصمة سلبية في الثروة الحيوانية السورية.
بدأت “منظومة وطن”، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO)، بتنفيذ المرحلة الأولى من حملة تلقيح الدجاج البلدي ضد مرض “نيوكاسل”، في 11 من تموز الحالي، في معظم مداجن محافظة إدلب وريف حلب الغربي.
دعم معيشي للأسر المستضعفة
الهدف من هذا المشروع هو دعم الأسر المستضعفة في الشمال السوري، التي تعتمد على الثروة الحيوانية كمصدر دخل أساسي، بحسب ما قال المدير الإعلامي لـ”منظومة وطن”، زياد السباعي.
وأضاف السباعي، في حديث إلى عنب بلدي، أن المشروع وضع باعتباره الحفاظ على الثروة الحيوانية، من خلال تنفيذ حملات اللقاحات الطبية ودعم العلاجات البيطرية، بالإضافة إلى تحسين دخل الأسر الضعيفة التي فقدت الثروة الحيوانية خلال النزاع المسلح الدائر.
وشملت حملة تلقيح الدجاج ضد مرض “نيوكاسل” معظم المداجن في محافظة إدلب، بالإضافة إلى المنازل التي فيها دجاجة واحدة، وذلك لضمان حماية كاملة للمنطقة من هذا المرض، بحسب السباعي.
وأضاف أن الفريق الطبي في المنظومة سجل تلقيح نحو 1.2 مليون من الدجاج البلدي والطيور الأهلية، عبر الوصول إلى نحو 40 ألف أسرة من مربي الدجاج والطيور، على حد قوله.
ويرى أحمد قرمو، أحد مربي الدجاج في بلدة تل عمار شمال غربي إدلب، أن حملات التلقيح هذه ضرورية جدًا في وقت تعاني فيه الثروة الحيوانية من تدهور.
وقال لعنب بلدي إن المشروع يوفر على المربين الكثير من المصاريف لتلقيح الطيور والدجاج البلدي، كما أنه يسهم في حمايتها من النفوق، خاصة أنها مصدر رزق للكثير من العائلات في الشمال السوري، على حد قوله.
ومن المقرر أن تنفذ “منظومة وطن”، بدعم من “FAO”، حملات مماثلة لدعم الثروة الحيوانية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، إذ أعلنت أنها ستنفذ خمس حملات تلقيح للمواشي، بالإضافة إلى إنشاء عيادات متنقلة ومشاريع أعلاف تطال الأسر المستضعفة من مربي الحيوانات.
ما هو مرض “نيوكاسل”
يقول الدكتور البيطري، رفعت عبدريه، لعنب بلدي إن مرض “نيوكاسل” يعتبر من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الدجاج، باعتباره سريع الانتشار ويصيب الدجاج بمختلف الأعمار، ويتميز بأعراض هضمية وعصبية وتنفسية.
ينتشر المرض بسرعة بين الدجاج والطيور، وذلك عن طريق استنشاق الهواء في المنطقة المصابة أو تناول الأعلاف الملوثة بهذا الفيروس أو عن طريق اقتراب الطير المصاب بالمرض من غيره من الطيور السليمة.
وبحسب الدكتور عبدريه، الذي يقطن في منطقة حارم بمحافظة إدلب، فإن أكثر الطيور عرضة للإصابة هي الدجاج بكل الأعمار والأنواع، كما أنه يصيب الحمام والديك الرومي والطيور البرية، في حين تقاوم الطيور المائية المرض وتصاب به بأعمار صغيرة فقط.
وأضاف أنه من النادر أن تنتقل العدوى إلى البشر، وفي حال انتقلت فإنها لا تعتبر خطرة، ومن أعراضها حدوث آلام شديدة في ملتحمة العين (غشاء العين الأبيض) بعد ثلاثة أيام على الإصابة، دون حصول مضاعفات خطرة، على حد قوله.
وبالنسبة لتلقيح الدجاج ضد “نيوكاسل”، قال الدكتور البيطري رفعت عبدريه إن التلقيح يتم على مراحل عدة، الأولى عن طريق قطرة في العين ثم يُعطى الدجاج جرعتين معززتين بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر عن طريق مياه الشرب أو الرش على العلف، بحيث يكون بين الجرعة الأولى والثانية ثلاثة أسابيع، ثم يعاد اللقاح كل ثلاثة أشهر لتعزيز مناعة الطيور الملقحة والطيور المتعايشة معها.
وتشير أرقام منظمة الأغذية والزراعة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، إلى أن نسبة الوفيات بين الدجاج بمرض “نيوكاسل” قد تصل إلى 80% في ذروة انتشار المرض، ما يجعله من أكثر الأمراض خطورة على الدجاج.