بعد تعليق الدعم.. الخدمات الطبية مهددة في الشمال السوري
عنب بلدي – خاص
أعلنت مديريتا صحة إدلب وحماة تعليق مشروع التمكين المدعوم أوروبيًا، ما يعني أنّ رواتب الكوادر الطبية ستُدفع لمدة ثلاثة أشهر فقط، ما يهدد استمرار الخدمات الطبية التي تقدمها المديريتان العاملتان في الشمال السوري.
وفي بيانين منفصلين نشرتهما المديريتان في 12 من تموز الحالي، قالتا إنّ مشروع التمكين القائم قد عُلّق من قبل المانح في 10 من تموز، بينما ستستمران في تقديم الرواتب للكوادر الطبية لغاية 10 من تشرين الأول المقبل، وذلك حسب الاتفاقية الموقعة مسبقًا مع المانح والسياسات التي تحكمها.
منظمة ألمانية أوقفت الدعم
يأتي إعلان مديريتي صحة إدلب وحماة إثر تعليق منظمة “GIZ” الألمانية دعم رواتب الكوادر الإدارية، بحسب مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS)، محمد كتوب.
ويضيف كتوب لعنب بلدي أن المنظمة الألمانية لم تعلق كل المنحة التي تقدمها لمديريات الصحة، بل رواتب الكوادر الإدارية فقط، موضحًا أنّ الدعم من قبل المنظمة يشمل مشروع حوكمة صحية، يشغّل عدة مشاريع.
ولم يتوقف دعم المشاريع التشغيلية التي تقدم خدمات مباشرة للمواطنين من قبل المنظمة الألمانية، بحسب كتوب، مشيرًا إلى غياب الاستقرار مستندًا إلى إيقاف مشروع رواتب الكوادر الإدارية مرتين خلال ستة أشهر، واعتبر أن الأمر “مقلق جدًا”.
وبحسب كتوب لم يُفهم قرار تعليق رواتب الكوادر الطبية حتى الآن، ولم تعرف خلفيته كونه جاء من برلين، لافتًا إلى أن تعليق رواتب الكوادر الطبية شمل مديريات الصحة في حلب وحماة وإدلب في الوقت الحالي.
مخاوف من “توقيف العمل”
يترك توقيف دعم رواتب الكوادر الطبية في الشمال السوري، مخاوف من تراجع القطاع الطبي في المنطقة في حال عدم توفير دعم جديد.
ويشير مصطفى العيدو، نائب مدير مديرية صحة إدلب، في لقاء مع عنب بلدي، إلى أنّ تعليق الدعم سيؤثّر على العمل من حيث الجودة والكم، لافتًا إلى وجود مخاوف من “إيقاف العمل بشكل كامل” في المديرية.
وأبدى فريق “منسقو الاستجابة” العامل في توثيق الانتهاكات في الشمال السوري قلقه من تعليق الدعم عن مديريات الصحة في الشمال السوري.
وعبر الفريق، في بيان نشره السبت 13 من تموز الحالي، عن أسفه الشديد لتوقف الدعم من قبل الجهات المانحة ما يؤدي إلى إيقاف العمل في أكثر من 160 مركزًا طبيًا ومشفى وبنك دم في المنطقة بشكل عام.
وأكد الفريق تضامنه الكامل مع مديريات الصحة الثلاث باعتبارها مؤسسات خدمية مدنية ومستقلة تقدم خدماتها لأكثر من 4.7 مليون نسمة منتشرين في مناطق الشمال السوري.
وطالب جميع الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري بعودة الدعم المقدم لتلك المؤسسات، وحذر من “العواقب الكارثية المترتبة على إيقاف الدعم وتزايد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة في منطقة الشمال السوري”.
مخاوف من “الهيئة”
يتزامن تعليق الدعم عن مديريات الصحة مع الحملة العسكرية التي تشهدها محافظة إدلب من قبل قوات النظام وروسيا، والتي أدت إلى مقتل المئات من المدنيين، وخروج عدة مراكز طبية ومشافٍ عن الخدمة جراء القصف الجوي.
وسجلت الأمم المتحدة 29 حادثة شملت هجمات على 25 منشأة صحية وموظفين، بالإضافة إلى 45 اعتداء على المدارس منذ نهاية نيسان حتى 5 من تموز الحالي.
وفي كانون الثاني الماضي كانت المنظمات الأوروبية قد علقت دعمها عن مديريات الصحة في إدلب، بعد توسع “هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب.
لكن وبعد قرابة شهر استأنفت المنظمات دعمها، لكن مع شروط بينها التشديد على وضع كل المعايير اللازمة لمنع تدخل “هيئة تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ” في عمل المديريات بالمطلق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :