طالب ممثلو أكثر من 20 دولة في “مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة، الصين بإطلاق سراح نحو مليون مسلم إيغوري تحتجزهم في معسكرات لها.
ووقع ممثلو أكثر من 20 دولة بـ “مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة، أمس الأربعاء 10 من تموز، على رسالة تنتقد معاملة الصين لأقلية الأويغور المسلمة في منطقة “شينجيانغ”.
ويتهم حقوقيون وخبراء أمميون الصين باحتجاز نحو مليون شخص من الأويغور ومسلمين آخرين في معسكرات لديها، وهو الأمر الذي لم تنفه السلطات الصينية مبررة ذلك بأنها تقوم بتأهيلهم في مراكز تدريب مهني بهدف “مكافحة التطرف”.
الرسالة غير المسبوقة التي وقعها ممثلو الدول، ومن بينهم سفراء كندا وبريطانيا واليابان، تؤكد وجود أماكن ضخمة لاحتجاز الأويغور، فضلًا عن مراقبتهم من قبل السلطات الصينية على نطاق واسع، ووضع قيود تستهدفهم بمنطقة “شينجيانغ”.
وطالبت الرسالة الصين بالسماح لمراقبين دوليين مستقلين وآخرين تابعين للأمم المتحدة بدخول “شينجيانغ”.
مدير مكتب منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية في جنيف، جون فيشر، قال من جانبه إن الرسالة تعتبر بمثابة ضغط على الصين “للتوقف عن المعاملة الفظيعة لمسلمي شينجيانغ”.
وأكد أن أهمية الرسالة ليست فقط لسكان “شينجيانغ”، بل “لجميع الناس حول العالم الذين يعتمدون على منظمة الأمم المتحدة بمساءلة حتى الدول الأقوى في حال حدوث انتهاكات”.
ويتهم مسلمو الأويغور السلطات الصينية بالتضييق عليهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وحرمانهم من الوظائف العامة، بينما تتهم الصين الأويغور بالضلوع بهجمات “إرهابية” في البلاد.
ومع بداية القرن الحالي كثفت الصين حملات القمع في حق الأويغور، وتمكنت من إحضار المعارضين منهم من باكستان وكازخستان وطاجيكستان بحجة “مكافحة الإرهاب”.
وتوافد الأويغور إلى سوريا مع بداية سيطرة فصائل المعارضة على بعض المناطق شمالي البلاد، وشكلوا فصيلًا مسلحًا تحت اسم “الحزب الإسلامي التركستاني” وشاركوا في القتال ضد قوات الأسد.
وأرسلت الصين ردًا على ذلك جنودًا ضمن وحدتين معروفتين باسم “نمور سيبيريا” و”نمور الليل”، لمحاربة “الحزب الإسلامي التركستاني”، لينتقل الصراع بين الطرفين إلى الأراضي السورية.
وبحسب تصريح نقلته وكالة “الأناضول” التركية عن إبراهيم منصور، المسؤول في “الحزب الإسلامي التركستاني” عام 2014، فإن جماعات الأويغور فضلت المجيء إلى سوريا والعيش تحت نيران القذائف على البقاء تحت سطوة النظام الصيني والقمع والاضطهاد الممارس عليها.
من هم “الأويغور”؟
قومية من آسيا الوسطى تعتنق الإسلام يعيش أغلب أفرادها في إقليم “شينجيانغ” الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.
تاريخيًا، وقبل الاستقرار في إقليم “شينجيانغ” كان الأويغور عبارة عن قبائل منغولية متنقلة، إلى أن تمكنوا من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة نحو عشرة قرون قبل أن تنهار أمام الغزو الصيني عام 1759.
كما أُلحقت دولتهم عام 1950 بالصين الشيوعية بشكل نهائي، لتبدأ عقود من الاضطهاد الديني والعرقي الصيني لمسلمي الأويغور.
يتكلم المسلمون الأويغور اللغة التركية ويستخدمون الأحرف العربية، وكانوا قبل القرن الثامن عشر ينتمون إلى ديانات مختلفة كالبوذية والمسيحية النسطورية والزرادشتية، لكنهم تحولوا جميعهم إلى الإسلام، وبينما يتبع أغلبهم الطائفة السنية توجد أقلية من الأويغور الشيعة.
–