لا تتمركز حركات المقاطعة الداعية إلى عدم التطبيع مع إسرائيل في العالم العربي فقط، بل تمتد إلى دول أوروبية عدة، وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية إحدى أكبر الدول الداعمة لإسرائيل على جميع المستويات.
ويبدو أن هذه الحركات وعلى رأسها حركة “BDS” تحقق نجاحًا على الأرض للضغط على إسرائيل، خاصةً مع الأوضاع التي تعاني منها الدول العربية، على الأقل تلك المصنفة كدول مواجهة.
حركة مقاطعة إسرائيل ليست الأولى في العالم، إذ سبقتها عدة حركات، منها تلك الداعمة لمقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
“ماهي “BDS”؟
هي حركة مقاطعة لاقت صدىً دوليًا ولا يزال مستمرًا بشكل متزايد.
تتبنى الحركة ثلاثة شعارات هي المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
وبدأت في الداخل الفلسطيني قبل أن تنتشر في العشرات من دول العالم.
وبحسب تعريف الحركة عبر موقعها الإلكتروني، “هي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد، تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار، من أجل الوصول إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات”.
سعت الحركة إلى محاصرة إسرائيل ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا أيضًا، من خلال دعوة الجامعات العالمية لمقاطعة نظيرتها الإسرائيلية والتعريف بالانتهاكات التي تمارس بحق المواطنين الفلسطينيين، وكذلك دعوة الشركات العالمية لمقاطعة إسرائيل.
نشاط هذه الحركات وتأثيرها المتزايد، دعا سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء وحدة خاصة لمكافحتها، عبر العمل بطريقة عكسية، تروج لإسرائيل بكل الطرق الممكنة، وتلاحق الناشطين في حركات المقاطعة قضائيًا.
كما أقرت الحكومة الإسرائيلية قانونًا يسمح لوزير الداخلية الإسرائيلي منع ناشطي حركة المقاطعة من الدخول إليها.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في 29 من كانون الأول 2017، أن الحكومة الإسرائيلية رصدت 75 مليون دولار أمريكي بالتعاون مع داعمين ومؤيدين للاحتلال،لإقامة جمعيات غير ربحية هدفها الأساس تحسين صورة إسرائيل في العالم، بالإضافة إلى النشاط في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي عدة حسابات تابعة للحكومة الإسرائيلية باللغة العربية هدفها التواصل والتأثير على الشباب العربي وإعطاء صورة مغايرة عن إسرائيل.
هل نجحت حركة المقاطعة على الأرض؟
بحسب الموقع الرسمي للحركة، نجحت تحركاتها بخفض الاستثمار الأجنبي في الاقتصاد الإسرائيلي عام 2014، وانخفضت نسبة الواردات الإسرائيلية إلى الداخل الفلسطيني بنسبة 24% في الربع الأول من عام 2015، كما نجحت عبر حملات ضغط كبيرة بعدول فنانين عالميين عن قرار إقامة حفلات فنية في الأراضي المحتلة.
كما نقلت الصحفية، هند عبد الحميد، في مقال لها على موقع ميدان، أن بنك “HSBC” البريطاني سحب استثماراته من شركة “ELBIT SYSTE” إحدى أكبر شركات تصنيع الأسلحة في إسرائيل، وتبنى أكبر اتحاد لنقابات العمال النرويجية مقاطعة شاملة لإسرائيل، وخسرت شركة المياه الإسرائيلية استثمارات في البرتغال وهولندا والأرجنتين.
من جهة أخرى، لا يزال اختراق الحكومات صعبًا، إذ صوت البرلمان الألماني الجمعة 17 من أيار الماضي بالموافقة على وصف الحركة بأنها كيان يستخدم أساليب معادية للسامية، ما جعل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يهنئ عبر حسابه الرسمي باللغة العربية على تويتر البوندستاغ (البرلمان الألماني) على قراره المهم، حسب وصفه.
–