أفرجوا عنهن أولًا..
ريما بنت بندر أول سفيرة سعودية في واشنطن بعد عهد “الانفتاح”
بدأت ريما بنت بندر عملها كأول سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن قدمت، الأميرة التي تنتمي للعائلة المالكة، أوراق اعتمادها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 9 من تموز 2019.
وجاء تعيين ريما بأمر ملكي من الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، في 23 من شباط 2019، خلفًا للأمير خالد بن سلمان، الذي تولى منصب نائب وزير الدفاع، في وقت كانت تتعرض فيه الرياض لضغوط من الكونغرس الأمريكي، على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، تشرين الأول الماضي.
اختيار الأميرة، الحاصلة على البكالوريوس في دراسة المتاحف بجامعة جورج واشنطن، جاء رغم عدم امتلاكها لأي خبرة دبلوماسية.
تولّت الأميرة عام 2014 منصب الرئيسة التنفيذية لمتجر “هارفي نيكولز” للمنتجات الفاخرة في الرياض، الذي شهد نجاحًا كبيرًا في فترة إدارتها، كما أتاحت في أثناء تسلمها الإدارة المجال أمام السيدات للتدريب المهني المتكامل، إضافة لكونها عضوًا في المجلس الاستشاري العالمي لشركة “أوبر”، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
كما أسست شركة “ألف خير” عام 2013، وهي مؤسسة اجتماعية، وعملت على تطوير منهج تدريبي لدعم الجهود المبذولة في تنمية الرأس المال البشري في السعودية، ومساعدة مؤسسات القطاعين، العام والخاص، على معالجة الكثير من التحديات في مجال الإرشاد المهني.
واختيرت الأميرة عام 2015 من قِبل منتدى الاقتصاد العالمي بمدينة دافوس السويسرية، لتنضم إلى برنامج “القيادات العالمية الشابة”، بالنظر لإنجازاتها في المجالات التنموية وسِجلها القيادي.
تأييد عهد الانفتاح
عملت ريما (44 عامًا) لتحقيق خطوات نهضوية على صعيد حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية، وتعتبر “رمزًا” لتمكين المرأة ومدافعة شرسة عن حقوقها، بعد أن أعلنت تأييدها لقضايا عدة، كحضور النساء المباريات وقيادتهن السيارة في المملكة، إذ واجهت السعودية، لأكثر من 15 عامًا، انتقادات واسعة كونها تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع قيادة المرأة للسيارة.
ترى منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن مفهوم “الوصاية” يشكل أكبر عائق أمام حقوق المرأة السعودية، إذ تطبق المملكة مبادئ صارمة في الفصل بين الجنسين ويوجد “تمييز صارخ في أحكام الطلاق والزواج”.
جاء تعيين ريما متزامنًا مع عهد “الانفتاح” الذي يقوده ولي العهد الجديد، محمد بن سلمان، فعرفت ريما بتأييدها ودفاعها عن ولي العهد في المحافل الدولية، وعن سياسته المعتمدة في تطوير المملكة وتفعيل دور النساء،
في مداخلة لها خلال المنتدى الاقتصادي العالمي العام الماضي قالت “تطالبوننا بالتغيير لكن عندما نبدأ بالتغيير تواجهوننا بالسخرية”، واصفة تلك الإصلاحات بأنها “تطور وليست تشبهًا بالغرب”
صمت تجاه تعذيب الناشطات
تعد الأميرة سيّدة أعمال ناجحة، وناشطة اجتماعيّة، شغلت سابقًا منصبي رئيسة الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية ووكيل الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير، إذ قادت حملة لتعزيز التربية الرياضية للبنات في المدارس على الرغم من معارضة المتشددين، وأسست ناديًا صحيًا للسيدات في الرياض.
هذا الدعم جعلها كواحدة من أقوى مئتي امرأة عربية ضمن مجلة فوربس الشرق الأوسط لعام 2014
كما نظمت مبادرة “10 KSA” في كانون الأول عام 2015، ودخلت بها موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وشاركت في المبادرة آلاف السيدات، اللواتي صنعن أطول شريط بشري باللون الوردي في العالم، الذي يرمز إلى مقاومة سرطان الثدي.
وبالرغم من كل التأييد الواضح في أفكارها لقضايا المرأة عامة والسعودية على وجه الخصوص، وقفت جانبًا والتزمت صمتًا واضحًا إزاء تعرض ناشطات سعوديات معتقلات للتعذيب في السجون بعد توقيفهن في أيار الماضي.
وكانت منظمة “العفو الدولية” أكدت تورط المحققين السعوديين بتعذيب الناشطة النسوية لجين الهذلول، وضربها والتحرش بها والتهديد بقتلها في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، قبل أن يجري نقلها إلى سجن “الحاير” السيئ السمعة في الرياض.
تعيين سفيرة جديدة للرياض يهدف إلى إثبات واضح في تغيير وضع المرأة السعودية، في الوقت الذي ستكون الأميرة فيه قادرة على الاستفادة من العلاقات الكبيرة والقبول الواسع الذي يتمتع به والدها، بندر بن سلطان، وهو أطول سفراء السعودية خدمة، بعد أن شغل المنصب ذاته في الفترة بين عامي 1983 و2005، والذي أطلق عليه لقب “عراب العلاقات السعودية الأمريكية”، ثم أصبح عميدًا للسك الدبلوماسي، إذ قضى ما يقرب من 22 عامًا متربعًا على عرش الدبلوماسية السعودية في أمريكا، وكان مقربًا بشدة من الطبقات السياسية الأمريكية العليا، خاصة عائلة بوش، إلى درجة أنه كان يطلق عليه لقب “بندر بوش”.
ويأتي تعيين الأميرة في الوقت الذي يرى فيه حقوقيون أن تعيين الأميرة يهدف إلى تخفيف حدة الضغط والهجوم على المملكة، مع وجود عشرات النساء المعتقلات داخل السجون السعودية، ففي تغريدة على “تويتر”، كتبت الخبيرة بمعهد “بروكينغز” بواشنطن، تامارا ويتس، “غير مجد للملكة السعودية أن ترسل امرأة للعمل سفيرة بواشنطن، فهذا لا ينفي حقيقة أن السعودية ما زالت تعتقل الكثير من النساء بسبب دعوتهن السلمية لتغيير أوضاعهن، أفرجوا عنهن أولًا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :