أطلقت فصائل المعارضة عملية عسكرية واسعة في ريف اللاذقية الشمالي، من أجل السيطرة على مواقع قوات الأسد في منطقة جبل التركمان “الاستراتيجية”.
وحملت العملية العسكرية اسم “فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”، وتشارك فيها التشكيلات المنضوية في غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” وهي: تنظيم “حراس الدين”، “أنصار التوحيد”، “جبهة أنصار الدين”، “جبهة أنصار الإسلام”.
العمل العسكري الذي بدأ في ريف اللاذقية جاء بصورة مفاجئة، وبالتزامن مع فشل محاولات قوات الأسد في استعادة المواقع التي خسرتها في الريف الشمالي لحماة، وهي: مدرسة الضهرة، الجبين، تل ملح.
وتختلف معارك ريف اللاذقية الشمالي عن غيرها من معارك الشمال السوري بالبعد الذي تفرضه في المنطقة، كونها “قاصمة” لظهر النظام السوري من جهة، وتشكل تهديدًا كبيرًا لأبرز معاقله وللنفوذ الروسي في الساحل السوري.
ولم يعلق النظام السوري على الهجوم الذي أطلقته الفصائل على مناطق سيطرته في جبل التركمان بريف اللاذقية.
بينما قالت إذاعة “شام إف إم”، إن وحدات من قوات الأسد تتصدى لهجوم من قبل الفصائل العسكرية على محور الدرة- نوارة في أقصى الريف الشمالي للاذقية دون أي تغير في خارطة السيطرة.
الهدف جبل زاهية
بحسب خريطة السيطرة الميدانية والمحاور التي تسير بموجبها الفصائل العسكرية، فإنها تهدف إلى الوصول لجبل زاهية، الذي تشكل السيطرة عليه السيطرة الكاملة على منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية.
وقال قيادي عسكري في ريف اللاذقية لعنب بلدي إن جبل زاهية قمة عالية وذات أهمية “استراتيجية” كبيرة، وتتمركز فيه قوات الأسد وتنفذ ضربات مدفعية منه على مناطق سيطرة المعارضة.
وأضاف القيادي أنه وفي حال سيطرة فصائل المعارضة على الجبل، ستسقط منطقة جبل التركمان بشكل كامل في يدها، ومعظم النقاط العسكرية التابعة لقوات الأسد.
جبل زاهية قريب من الحدود التركية مسافة خمسة كيلومترات، وكان قوات الأسد قد سيطرت عليه في منتصف كانون الأول 2015، وأجبرت فصائل المعارضة على الانسحاب من عدة قرى وبلدات غدت ساقطة ناريًا حينها بالسيطرة على الجبل، الذي منح النظام سيطرة كاملة على جبل التركمان، حينها.
وتعطي السيطرة على جبل زاهية سيطرة كاملة على قرية الكبير، الواقعة على الطريق الواصل بين غابات الفرنلق وربيعة.
وفي حال السيطرة على قرية الكبير من جانب فصائل المعارضة ستكون قرية الخضرا ضمن نفوذها أيضًا، وبالتالي السيطرة على ربيعة ومعظم القرى التي كانت في يد الفصائل في أثناء دخول قوات الأسد إليها، في أواخر عام 2015.
ويقع جبل التركمان شمالي محافظة اللاذقية، ويمتد من قرية برج إسلام وصولًا إلى الحدود التركية، ومن ناحية بداما شمالًا بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط إلى النهر الكبير الشمالي جنوبًا حيث جبل الأكراد. وتبلغ مساحته 530 كيلومترًا مربعًا.
وينقسم الجبل إداريًا إلى ثلاث نواح تتبع لمدينة اللاذقية وهي ربيعة وكسب وقسطل معاف.
صدام تركي- روسي سابق
كانت تركيا أسقطت في 24 من تشرين الثاني من عام 2015، طائرة “سو – 24” روسية اخترقت أجواءها، بعد تحذيرها بالابتعاد والاتجاه جنوبًا باتجاه الأراضي السورية.
وقتل الطيار الروسي بعد تحطم مروحيته وسقوطها في مناطق جبل التركمان شمال اللاذقية، بينما نجا زميله من الموت بعدما أنقذته وحدة “كوماندوز” خاصة سورية وروسية، وفق ما أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، حينها.
وعمّق إسقاط الطائرة الأزمة بين تركيا وروسيا وسط اتهامات متبادلة، وسرعان ما أعلنت روسيا فرض عقوبات اقتصادية على تركيا كردّ على الحادثة، بينما قالت تركيا إنها دافعت عن حدودها وهذا حق مشروع، بحسب ما ذكرت في بيان لها، آنذاك.
وجاء إسقاط الطائرة، حينها، في الوقت الذي كانت فيه قوات الأسد تشن بدعم جوي روسي، هجمات مكثفة على معاقل فصائل المعارضة في جبل التركمان المحاذي للحدود التركية.
وحققت في ذلك الوقت تقدمًا كبيرًا بعد السيطرة على جبل زاهية وبعض التلال المرتفعة، ما أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب من معظم قرى وبلدات جبل التركمان.
–