إدلب.. تحضيرات مبكرة لمواجهة الشتاء المقبل في مخيمات النازحين
عنب بلدي – إدلب
شهدت مخيمات النازحين في الشمال السوري خلال الشتاء الماضي كوارث عدة بسبب الأمطار والسيول التي تعاقبت خلال عدة أسابيع، وأدت إلى غرق آلاف الخيام وتضرر ممتلكاتها، إلى جانب تسجيل وفيات وأعداد من المرضى. شتاء بارد حل على النازحين، غابت فيه مواد التدفئة في كثير من المخيمات، وتبعه صيف ساخن ضرب المناطق الجنوبية لإدلب والشمالية لحماة إبان حملة عسكرية تشنها قوات الأسد وروسيا سببت المزيد من النازحين، وخلقت حاجات جديدة للآلاف من البشر.
منذ 2 من شباط الماضي حتى مطلع تموز الحالي، وثق فريق “منسقو الاستجابة” في سوريا نزوح أكثر من 93274 عائلة (606272 نسمة) موزعين على المساحة الممتدة من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، وصولًا إلى مناطق شمال غرب سوريا، نتيجة العمليات العسكرية الدائرة في أرياف حماة الشمالية والغربية وريف إدلب الجنوبي.
حالة النزوح هذه خلقت أولوية للمنظمات العاملة في المنطقة، وحددت أولويات الاستجابة لآلاف المدنيين في المناطق الشمالية لمحافظة إدلب البعيدة نسبيًا عن المناطق المستهدفة، في وقت تعمل فيه بعض المنظمات على مشاريع أخرى كتحضير للشتاء المقبل.
ومنها المشروع الذي أعلنت عنه “المؤسسة الدولية للتنمية الاجتماعية ودعم الإنسان” (SDI) لترميم وإعادة تأهيل المنازل المهدمة جزئيًا في الشمال السوري، تحت عنوان “استجابة المأوى الشتوية الطارئة للنساء والرجال والفتيان والفتيات الأشد ضعفًا”، في بداما وجسر الشغور وخان العسل.
استجابة النزوح أولوية
يشير مدير فريق “منسقو الاستجابة”، محمد حلاج، إلى أن العمل على تأمين استجابة الشتاء يتم عبر الأموال المتلقاة من الدول المانحة أو التبرعات الفردية وغيرها، ومن منحى آخر عبر الدعم المقدم عن طريق الأمم المتحدة أو مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا).
ويضيف الحلاج في حديثه لعنب بلدي أن الاستجابة الإغاثية في الوقت الحالي تتركز على تأمين المأوى والغذاء للنازحين، وستبقى على هذا الحال حتى تعلن الأمم المتحدة عن تمويل جديد للاستجابة لفصل الشتاء.
وحول آليات التمويل لاستجابة الشتاء، يوضح الحلاج أن المنظمات ترفع تقييم احتياجات المناطق للأمم المتحدة، سواء ما يتعلق بالأمن الغذائي والمأوى وغير ذلك، وبعدها تأتي الموافقات على صرف هذه المنح للمستفيدين للمناطق المطلوبة.
واستجابة الشتاء تكون عند إعلان صندوق تمويل الأمم المتحدة عن مخصصات كل دولة، وتقدم المنظمات احتياجاتها، سواء كانت شراء الخيام أو ترميم وتدعيم المخيمات، بحسب حلاج.
حملة للأمم المتحدة لدعم اللاجئين حول العالم
أطلقت منظمة الأمم المتحدة في 30 من حزيران الماضي حملة عالمية بالشراكة مع موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لدعم النازحين داخل سوريا والعراق واللاجئين حول العالم، في مطلع شهر تموز الحالي.
وتهدف هذه الحملة، التي تعتبر الأولى المشتركة مع أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لجمع الأموال اللازمة لتخفيف معاناة اللاجئين والنازحين في الخيام خلال فصل الشتاء.
وتحمل الحملة اسم “KnitForRefugees”، وتهدف إلى تقديم المساعدات الشتوية الإغاثية بشكل “استباقي” وحماية النازحين من مخاطر فصل الشتاء والبرد والعواصف، مستندة في انتشارها إلى موقع “تويتر” على اعتباره منصة عالمية لها شعبية في أوساط السياسيين والحقوقيين ووسائل الإعلام.
ومن المقرر أن تنتهي الحملة في 30 من تشرين الثاني المقبل، وسيُعلن عن المبلغ الذي تم جمعه خلال “المنتدى العالمي الأول للاجئين” الذي سيعقد نهاية العام الحالي في جنيف.
وفي كانون الأول الماضي، أصدر فريق “منسقو الاستجابة” بيانًا أحصى من خلاله تضرر أكثر من 6500 عائلة نازحة ونحو 550 خيمة، 220 منها جرفتها السيول بشكل كامل في مخيم أطمة والعمر والأنفال والصابرين والويس ومخيمات سراقب ومخيمات شرقي معرة النعمان، وغيرها من المخيمات العشوائية.
وبالمجمل، تسببت الفيضانات بأضرار لحوالي 23 ألف نازح خلال موسم الشتاء الحالي، ودمرت أكثر من ثلاثة آلاف مسكن مؤقت، وفق ما ذكره المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي، الأربعاء 9 من كانون الثاني الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :