عروة قنواتي
صدمة جديدة ومتجددة دخلت البيت المغربي الكروي خاصة والشارع العربي المتابع لبطولة أمم إفريقيا بشكل عام، بخروج المنتخب المغربي لكرة القدم من منافسات الدور ثمن النهائي لبطولة أمم إفريقيا (كان)، حيث استطاع منتخب بنين المجتهد خطف بطاقة التأهل للدور ربع النهائي وهو الذي يعد الأفقر تاريخيًا في السجلات القارية والعالمية على مستوى كرة القدم.
ليس جديدًا على منتخب أسود الأطلس أن يتصارع مع الخيبات، فيتم صرعه تاركًا الدهشة على وجوه الجميع والحسرة في عيون المتابعين والعشاق وأصحاب الشأن، ولكن ليس كما حدث في ملعب السلام وليس بنفس السيناريو الذي اقترب من الاستهتار والأنانية والفوضى لأجل الفوضى مهما حاول المدرب هيرفي رينارد أن يواسي نفسه والناس بقوله، “أشكر اللاعبين على ما قدموه.. لقد بذلوا كل الجهود لمحاولة الفوز “.
وحتى لا ندخل في جدلية تقول “ألا يهزم المنتخب المغربي.. أليس مشابهًا لكل منتخبات العالم؟”، طبعًا يهزم وهي كرة القدم في حلها وترحالها، ولكن إشارات الاستفهام المنطلقة كالسهام حول معسكر المنتخب قبل البطولة بأيام ولتاريخ صافرة الحكم التي أعلنت فوز بنين بركلات الترجيح، لم يتم التعامل معها بشفافية وواقعية وتم التستر خلف انتصارات الدور الأول التي حققت العلامة الكاملة ونظافة الشباك وعشرات الفرص أمام مرمى الخصوم التي لم تسجل منها المغرب إلا ثلاث كرات في الشباك.
بمحترفيه وأعظم لاعبيه ومدربه المحنك خاض منتخب المغرب لقاءه الأخيرة مع منتخب لم تسعفه إلا عقلية المغاربة أمام المرمى فكان تعويل السناجب على الرغبة الجامحة لدى زياش وبوصوفة ونصراوي وبوفال بالتسابق لإضاعة الفرص، وكأن أحدهم يقول للآخر “سيأتي الهدف بعد قليل.. لا تستعجلوا”، على هذه العقلية اعتمد منتخب بنين بالإضافة إلى محاولاته الدفاعية المستميتة، ومن وراء خط دفاعه حارس المرمى الذي أبدع بصد بعض الكرات.
ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع وطرد للاعب السناجب في دقائق الشوط الإضافي الأول، لم تكفِ ليحسم المنتخب المغربي المباراة، فكانت هويته التي نحب مسلوبة ضائعة.
اجتهدت بنين فأصابت البطاقة، وبكى لاعبوها من الفرح والتاريخ الجديد، وبكى لاعبو المغرب عندما أنهى الحكم مباراتهم المصيبة فاستيقظوا على جرح جديد في الشارع المغربي الرياضي.
لا بوجود اللاعب حمد الله ولا بغيابه أو استبعاده تكون فرص الفوز على سناجب بنين، هذه المباراة التي يمكن للمدرب أن يرسل فيها بعض النجوم إلى إجازة على دكة البدلاء، ويمنح دورًا جديدًا لبعض اللاعبين الشباب لإثبات قدرتهم، مع كل الاحترام لمنتخب بنين الذي كافح وانتظر الهدية فجاءت إليه على طبق من ذهب أعطته الفرصة الأغلى وسحبت الأمنيات الأغلى من خصمه.
لأننا نحب المغرب وذكرياته وتألق نجومه عبر الأجيال في كأس العالم والبطولات الإفريقية نتحدث لماذا خجلنا وصدمنا، لأننا نعشق الجرأة والشجاعة التي يتحلى بها المنتخب المغربي في بطولاته نتحسر على ضياعها في هذه المسابقة.