فيلم “بلا اسم”.. مهاجرون مجردون من حق الحياة والهوية

camera iconفيلم "Sin Nombre" (بلا اسم)

tag icon ع ع ع

ضحايا الفقر والألم وحوشٌ على بعضهم على أعتاب الفردوس الأمريكي المنشود، هكذا يروي فيلم “بلا اسم” حكاية صادمة وقاسية لرحلة الهجرة من أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، بما تحمله من تحديات ومخاطر زادتها وحشية مجرمي العصابات الذين امتهنوا افتراس الضعاف الذين عاكستهم حظوظ الحياة.

يتتبع “Sin Nombre” (بلا اسم)، شابًا مكسيكيًا ينتمي لعصابة تتسلى بمقارعة الموت ولا حد لإجرامها، وفتاة من هندوراس يقنعها والدها بترك بلادها منقطعة الرجاء إلى أرض الأحلام الأمريكية.

الفيلم المكسيكي الأمريكي من كتابة وإخراج الأمريكي، ذي الأصول السويدية اليابانية، كاري فوكوناجا، وصدر عام 2009، وحاز على 14 جائزة عالمية وترشح لـ18 جائزة أخرى.

يمتاز الفيلم بمصداقيته العالية إذ قضى المخرج عامين في البحث والتقصي عن الرحلة، وقابل مهاجرين وأفرادًا من العصابات الحقيقية، واستعان باثنين من أفراد العصابات للإسهام بتحرير نص العمل وإضافة لغة الشارع الحديثة لصياغته، حسبما ذكرت قاعدة بيانات الأفلام IMDB.

تسلط الحكاية المليئة بالإثارة والحزن الضوء على قسوة الحياة في أمريكا الجنوبية وعلى مخاطر رحلة الهجرة، التي تحمل في ثناياها قصص التعساء الذين تخلوا عن كل ما يميز هوياتهم في ملاحقة أملهم الضئيل بالحياة الكريمة.

وتعد هذه القضية من أهم القضايا العالمية التي كانت وما زالت تمثل الامتحان الأقوى لإنسانية من يرفضون فتح أبوابهم بوجه من يسعى لفرصة بمستقبل عادل، ومن يزعمون تحليهم بأحقية الحياة المرفهة في بلادهم التي قامت على أنقاض حضارات منهوبة منكل بأهلها.

قيمة الفيلم الإنسانية لا تقل عن قيمته الفنية، فقد برع الممثلون بأداء أدوارهم وبرع المخرج في تصوير مشاهده التي مزجت بين جمال الطبيعة وقسوة البشر.

بلغ أعداد المهجرين قسرًا حول العالم 70.8 مليون، حسب آخر إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دفعتهم الصراعات والحروب ونقص الأمن والكوارث الطبيعية مع الفقر والجوع وسوء الأحوال الاقتصادية لمغادرة ديارهم ومعاناة الخطر والمهانة بحثًا عن الملجأ الآمن.

وتعد الولايات المتحدة أكثر الدول تلقيًا لطلبات اللجوء، مع 254 ألف طلب لعام 2018، وصل أغلب أصحابها عن طريق حدودها الجنوبية العصية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة