تفجيرات إرهابية حميدة

  • 2019/07/07
  • 12:00 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

يبدو أن هناك فتوى غير معلنة تتبناها الفصائل الجهادية المتنوعة، تنص على أن قتل الآخرين، بشكل عام، ثوابُه كبير، ولكن الثواب الأعظم يتحقق حينما يقتل المسلم السني أخاه المسلم السني، في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام النصيري، وحلفائه من الروس الكفرة، والإيرانيين المجوس، وتشكيلة الميليشيات الشيعية الحاقدة القادمة من أقصى أصقاع الأرض لمحاربتنا وقتلنا.

في سياق هذه الفتوى المهمة، تستمر التفجيرات التي يُطلق عليها الغرب الكافر صفة (الإرهابية)، في حين أنها، لو علموا، تفجيرات حميدة، ومهمة، وضرورية جدًا لتحقيق التقدم والازدهار والتنمية المتوازنة، بدلالة الخبر الموسع الذي نشرته صحيفة “عنب بلدي” القائل بأن سبعة تفجيرات ضخمة شهدتها محافظة إدلب الخضراء خلال اليومين الأخيرين من شهر حزيران/يونيو، استهدفتْ، بشكل خاص، عسكريين من فصائل المعارضة.

لا شك في أن الأهالي العُزَّل الذين تُجبرهم ظروفهم التعيسة على العيش تحت رحمة هذه الفصائل الرائعة، يشعرون بامتنان هائل لكل من يجهز عبوة ناسفة، ومن يحشوها بالبارود ومُكَسَّرَات الحديد والنحاس، ومن يدككها بالفتيل الصاعق، ومن ينقلها متحملًا أخطار نقلها من مكان لآخر.. وأما الامتنان الأكبر فيكون للإنسان الطيب الذي يأخذ على عاتقه أمر تفجيرها عن بُعْد، أو ذاك الذي يرتدي العبوة، مثلما يرتدي الإنسان الحزام الصوفي الذي يقي من البرد في الشتاء القارس، ثم يتقدم بين الناس، بشمم وإباء، ويصيح “الله أكبر”، ليقتل أكبر عدد ممكن من المسلمين الذين يرددون “الله أكبر” خلال صلواتهم اليومية!

من كثرة الفوائد التي حققتها وتحققها تلك التفجيرات الإرهابية الحميدة، يمكننا أن نتجاسر ونطالب شعراء قبائلنا بأن ينظموا بحقها أبياتًا يبزون بها مطلع أبي تمام الذي قاله يوم فتح عمورية معتبرًا السيفَ أحسنَ وأنفع من مئة ألف كتاب مما يؤلفه الأدباء والفلاسفة والنقاد والشُرَّاح.. يقول شعراؤنا، مثلًا، إن تفجيرًا إرهابيًا حميدًا واحدًا يسوى ثماني سنوات من قتال عصابات النظام المجرم، إضافة إلى عمل ألف يوم (مما تعدون) في بناء البيوت وتمديد شبكات الماء والكهرباء ومجاري الصرف الصحي وترميم الآثار وتنظيم السير.

من هذه الفوائد أن الغارات التي يشنها الطيران الروسي وطيران الأسد البراميلي على مدننا وبلداتنا وقرانا ليست منتظمة، وأحيانًا يمر يوم أو يومان ولا “نستفتح” بقذيفة أو صاروخ أو برميل، وعليه فإن من الحكمة والحصافة أن يملأ مجاهدو داعش والنصرة الأشاوسُ الفراغَ بتفجير (مِنْ قَرِيْبُه) يضربون به عدة عصافير بحجر واحد، أولها أن يبقى سمعُ المواطن معتادًا على صوت الـ دُمّْ.. والـ بُمّْ والولاويل المرافقة للصوت، ويبقى بصره متآلفًا مع منظر البنايات وهي تهوي، يليها دخولُ رجال الدفاع المدني في الكادر ومباشرتهم البحث عن جثث القتلى بين الأنقاض.. والأهم من هذه الفوائد كلها القول بأن قائد الفصيل الآخر (الذي يستهدفه التفجير) رجل ضال، خارج على إجماع المسلمين، لا يقبل برؤيتنا للدين، ولا بطريقتنا في الجهاد ضد العصابات الأسدية البوتينية الخامنئية الحقيرة، وهذا ما يجعل قتله ضروريًّا، بل حلالًا، وفيه ثواب كبير لو كنتم تعقلون.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي