البديل صهاريج دون رقابة صحية
محطة المياه الرئيسية في معرة النعمان خارج الخدمة
عنب بلدي – إدلب
تعرضت محطة المياه الرئيسية في معرة النعمان بريف إدلب للقصف، يوم الجمعة 7 من تموز، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة ريثما تتم معاينة الأضرار وتنفيذ أعمال الصيانة الخاصة بها.
وكانت المحطة توفر الاحتياجات المائية لسكان المعرة، الذين تتراوح أعدادهم ما بين 80 إلى 90 ألفًا، ولم يتبقَّ لهم بديل الآن سوى الاعتماد على صهاريج المياه التي تفتقر للرقابة الصحية، حسبما قال المهندس هشام ديراني، مدير مؤسسة “بناء للتنمية” غير الربحية لعنب بلدي.
تعمل مؤسسة “بناء”، التي قامت بصيانة وتجهيز المحطة نهاية عام 2018، على إحصاء الأضرار المادية التي ألحقها القصف حاليًا، وبحسب تقديرات ديراني فإن المحطة قد تستغرق أشهرًا من الصيانة.
ظمأ للأمن والماء
تستمر الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري وحليفه الروسي منذ بداية شهر شباط على ريفي إدلب وحماة باستهداف المراكز والمنشآت الحيوية، ودفعت ما يزيد على نصف مليون للنزوح من ديارهم دون توفر الملجأ الآمن.
ومنذ 24 من حزيران حتى 1 من تموز تعرضت إدلب وحدها للقصف 26 مرة من الطيران الحربي، و11 مرة من الطيران المروحي، وتلقت 19 ضربة مدفعية، حسب إحصائيات فريق “منسقو الاستجابة“.
ورأى المهندس هشام ديراني أن القصف الذي استهدف محطة المياه كان مقصودًا ومتعمدًا، مع بعدها عن المدينة 20 كيلومترًا، وتعرض غرفة الضخ التي تضم المولدات الكهربائية للاستهداف بشكل مباشر.
وأضاف أن المضخات، التي تبلغ 20 مضخة، مبعثرة وليست متلاصقة ما حماها من الدمار الكامل، إلا أن استمرار القصف يعيق فريق المؤسسة عن الوصول إلى مكانها ويحول دون تشغيلها.
تملك المعرة محطة احتياطية للمياه، لكنها لا تخدم إلا نسبة تتراوح بين 15 و20% من أهالي المنطقة.
وتبقى الآن مهمة تأمين الداعم لأعمال الصيانة هي الأولوية لتلبية احتياجات من تبقى من الأهالي.
اضطرار أهل المنطقة للاعتماد على مياه الصهاريج غير المراقبة، والتي كان قد تناقص استخدامها إلى نسبة 20% فقط، حسبما قال ديراني، يفرض عليهم زيادة بالكلفة المالية التي تبلغ ضعفين أو ثلاثة أضعاف عن كلفة الماء التي تضخها شبكة المحطة، ويعرضهم لأخطار صحية عديدة، مثل أمراض التيفوئيد والحصبة والإسهال.
مولت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، مع صندوق التمويل الإنساني التابع للأمم المتحدة، مشروع إصلاح المحطة وتأهيلها، الذي قامت مؤسسة “بناء للتنمية” بتنفيذه عامي 2017 و2018.
وبحسب الإحصائيات الأممية فإن 70% من سكان سوريا لا يتمكنون من الحصول على الماء النظيف بشكل دائم، لانقطاع المياه ودمار البنى التحتية الأساسية، مع وجود 15.5 مليون شخص بحاجة للموارد المائية والصرف الصحي، منهم 6.2 مليون شخص بحاجة ماسة.
ورصدت الأمم المتحدة بخطتها لعام 2019 مبلغ 277.2 مليون دولار، لمشاريع تأمين المياه النظيفة والصرف الصحي في الداخل السوري، ولكنها لم تحصل على كامل التمويل المطلوب من الدول المانحة في مؤتمر بروكسل الثالث الذي عقد في آذار الماضي، والذي كانت حصيلته سبعة مليارات دولار من أصل تسعة طلبتها المنظمة للاستجابة للوضع الإنساني في سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :