عنب بلدي – عماد نفيسة
التدوين بالصوت أو “البودكاست” هو تسجيل صوتي ينتجه ناشطون أو أشخاص عاديون يكون قابلًا للبث عبر الإنترنت، على شكل برامج أو حلقات حرة تروي تجاربهم في الحياة، ويتحدثون فيها عن الأمور التي يهتمون بها.
وقد يستخدم بعض المدونين البودكاست في توجيه النصائح وتقديم المعلومات ونقل خلاصة تجاربهم والدروس المستفادة في الحياة لأقرانهم.
ولا يقتصر التدوين الصوتي على التجارب الحياتية، إذ يقوم المدونون من أصحاب المواهب والهوايات باستخدام هذه التقنية للتعبير عن أنفسهم، وعرض مواهبهم والحديث عنها.
وقد شاع التدوين بالكتابة خلال العقدين الأخيرين، وأنشأ الصحفيون والكتاب والناشطون، مئات المدونات، قاموا فيها بعرض أفكارهم بشكل حر، بعيدًا عن بيئات عملهم المليئة بالقيود والضوابط، وقد استثمر بعض المتخصصين التدوين للتواصل مع جمهورهم، كالأطباء مثلًا، الذين استخدموا مدوناتهم في شرح الكثير من الأمراض وطرق علاجها، وتفاعلوا مع الأسئلة والاستفسارات التي يطرحها زوار مدوناتهم.
أما البودكاست، فهو مرحلة متطورة من التدوين، لجأ إليه المدونون لكسب مزيد من الحرية في التعبير، من خلال الحديث المباشر ونقل الأفكار والمشاعر صوتيًا، وبثها عبر الإنترنت.
من أين أتت التسمية؟
استخدمت كلمة بودكاست “Podcast” لأول مرة في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية عام 2004، و جاء الاسم كدمج لآخر ثلاثة أحرف من جهاز “Ipod” الذي تصنعه شركة آبل، المخصص للاستماع إلى الموسيقا والمقاطع الصوتية، ومن آخر أربعة أحرف لمصطلح البث “Broadcast” الخاص بالراديو.
بماذا يمتاز التدوين الصوتي عن المكتوب؟
من أمتع ما يمكن القيام به في البودكاست هو الاستماع إلى قصة محكية في أثناء العمل أو القيام بنشاط ما، بعكس القراءة المكتوبة التي تحتاج تركيزًا وتفرغًا.
كما يترك الصوت البشري انطباعًا في الذاكرة لا ينسى بسهولة، ويمكن الاستماع إلى المواضيع المختلفة التي يبثها المدونون، التي قد تكون ترفيهية أو علمية، في أثناء استخدام تطبيق آخر ودون التأثير على برنامج العمل اليومي.
نجاح فكرة البودكاست المتزايد جاء نتيجة رغبة المدونين والمستمعين معًا، وكفكرة جديدة بدأت بالانتشار حديثًا، إذ يزداد عدد المدونين صوتيًا يومًا بعد يوم وتزداد معهم قيمة المحتوى وجودته.
وبإمكانك الآن البدء بتجربة تسجيل صوتك وبثها على أحد برامج البودكاست المتوفرة في متاجر جوجل وآيفون والبدء بالاستمتاع بهذه الميزة.