أدانت منظمة “هيومن رايتش ووتش” الحقوقية الدولية قرار السلطات اللبنانية هدم مئات المساكن الاسمنتية التي يقطنها لاجئون سوريون في مخيمات عشوائية بمنطقة عرسال الحدودية مع سوريا.
وفي بيان للمنظمة أصدرته أمس، الجمعة 5 تموز، اعتبر مدير برنامج حقوق اللاجئين، بيل فريليك، أن الهدف من هذه الحملة هو “الضغط غير الشرعي على اللاجئين السوريين لمغادرة لبنان”.
وأشار إلى أن “العديد من المتضررين لديهم أسباب حقيقية تخيفهم من العودة إلى سوريا، منها الاعتقالات، والتعذيب، وسوء المعاملة على أيدي فروع المخابرات السورية”.
ورأى فريليك أن قرار الهدم هو واحد من الإجراءات العديدة التي اتخذتها السلطات اللبنانية في الفترة الأخيرة بهدف زيادة الضغط على اللاجئين السوريين للعودة، والذي يُضاف إلى “الاعتقالات الجماعية، والترحيل، وإغلاق المتاجر، ومصادرة أو إتلاف المركبات غير المرخصة”.
ولفت إلى أن هذه الإجراءات تُضاف إلى القيود الأخرى القائمة منذ زمن، “بما فيها حظر التجول والإخلاء، والحواجز أمام تعليم اللاجئين وحصولهم على الإقامة القانونية وإجازات العمل”.
وأكد أنه يتوجب على لبنان ألا يخلق ضغوطًا تُجبر اللاجئين على العودة القسرية إلى ظروف “غير آمنة” و”غير كريمة”.
وهدمت وحدات عسكرية لبنانية، يوم الاثنين الماضي، ما لا يقل عن 20 خيمة إسمنتية في مخيمات عرسال للاجئين السوريين، تنفيذًا لقرار صادر عن السلطات اللبنانية.
وبحسب بيان صادر عن مجموعة من المنظمات الدولية، ومن بينها “أوكسفام” و”المجلس النرويجي للاجئين” و “إنقاذ الطفولة”، فإن وحدات عسكرية اقتحمت مخيمات عدة في عرسال، وهدمت هياكل إسمنتية كانت تأوي لاجئين سوريين.
وأضاف البيان أن وجود عناصر من الجيش اللبناني وهدم الهياكل الإسمنتية بالآليات الثقيلة هي مشاهد “مؤلمة” بالنسبة لأشخاص فقدوا الكثير في بلدهم.
وتشير الإحصائيات التي نشرها بيان المنظمات الدولية إلى أن اللاجئين السوريين هدموا بأنفسهم أقل من نصف الغرف الإسمنتية في عرسال من أصل 2700 غرفة قررت السلطات هدمها.
وأضاف أن عمليات الهدم قد تتواصل في الأيام المقبلة، ما قد يؤدي إلى حرمان اللاجئين من ملجأهم الأساسي وبقائهم مع أسرهم في الشارع.
وكان الجيش اللبناني أعلن، في 22 من أيار الماضي، عن خطة لهدم نحو 1400 خيمة إسمنتية يقطنها لاجئون سوريون في منطقة عرسال، بحجة مخالفتها للقانون وتشكيلها خطرًا أمنيًا.
وأعطى القرار اللاجئين السوريين مهلة بإفراغ تلك الخيام قبل 10 من حزيران الماضي، قبل أن تمدد المهلة حتى 1 من تموز الحالي.
إلا أن رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، قال في حديث لوكالة “الأناضول”، الاثنين، إن الجيش اللبناني منح مهلة غير محددة المدة للاجئين السوريين ليقوموا بإزالة الغرف الإسمنتية من عرسال.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت في أيار الماضي، عن رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، أن قرار الجيش يهدف إلى إزالة السقوف والجدران الإسمنتية، بينما يسمح فقط بإبقاء الجدران على ارتفاع متر واحد.
وتنتشر المخيمات الإسمنتية في منطقة عرسال، وهي خيام مشيدة بمواد الإسمنت بدل القماش، الأمر الذي دفع محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، لإصدار مذكرة منع بموجبها إدخال مواد البناء من الحديد والإسمنت وغيرها إلى عرسال، بحسب الصحيفة.
ويقدر عدد الخيام الاسمنتية في عرسال بأكثر من 5680 مسكنًا، ويطقن فيها أكثر من 25 ألف لاجئ سوري، بحسب وكالة “فرانس برس”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان أقل من مليون، وفق تقديرات مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة.
ويعاني اللاجئون في لبنان من ظروف معيشية صعبة، سواء داخل المخيمات أو خارجها، إما بسبب التضييق الأمني وتأخير استصدار الإقامات، أو من خلال الاعتقالات “التعسفية”.