الكشف عن قيادي
بعد أسبوعين على أحداث المبعوجة.. من قَتل المدنيين؟
لازالت أحداث قرية المبعوجة في ريف حماة تلقي بظلالها على الشارع الحموي والسوري عمومًا؛ فبين مستنكر ومدين لقتل الأبرياء من المدنيين على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وبين ساعٍ لإظهار حقائق تتكشف تباعًا.
قرية المبعوجة شرقي مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، تعرضت في 30 آذار الماضي لهجوم مفاجئ من قبل تنظيم الدولة وسط غياب كامل لقوات الأسد، واكتفاء مجموعة من ميليشيا “الدفاع الوطني” في الدفاع عنها.
الهجوم على المبعوجة خلف نحو 60 قتيلًا بينهم مدنيون من مختلف الطوائف التي تقطن البلدة (شيعة، وعلويون، وإسماعيليون، وسنة)، وسط تضارب الأنباء عن كيفية مقتلهم، فإعلام الأسد اكتفى بتوجيه الاتهام الكامل لـ “داعش”، ووافقه في هذه الرواية أعضاء من الائتلاف السوري المعارض.
بينما ذهبت تنسيقية الريف الشرقي وناشطون مستقلون من حماة، إلى أن قوات الأسد المتمركزة في قرية الصبورة المحاذية أسهمت بقتل المدنيين في القرية إلى جانب التنظيم، كذلك كان للبراميل المتفجرة حضورها آنذاك ودمرت عدة منازل فوق رؤوس سكانها.
أحداث المبعوجة ألقت بظلالها على أروقة الائتلاف، إذ وجهت اتهامات لممثل الحراك الثوري في حماة سليمان الحراكي على خلفية منشور له في صفحته الشخصية على الفيس بوك، بارك فيها قتل “الشبيحة” في المبعوجة، ما اعتبره بعض ناشطي السلمية أنه “تأييد لإجرام داعش، وتحريض على الطائفية”، الأمر الذي نفاه الحراكي في منشورات لاحقة.
إلا أن الخلافات استمرت داخل الائتلاف بشأن تصريح الحراكي، وسط أنباء عن تقديم بعض أعضاء الائتلاف اقتراحات بفصله خلال اجتماع الهيئة العامة المقبل، الأمر الذي لاقى معارضة من أعضاء آخرين، إذ لمح أحد أعضاء الائتلاف (رفض الكشف عن اسمه) لعنب بلدي، أن الهجوم على ممثل حماة في الائتلاف لايعدو كونه “تصفية حسابات”.
وحصلت عنب بلدي على معلومات حول مقتل أحد القياديين في الدفاع الوطني، يدعى أحمد عبد المعطي المصطفى (الحاج أبو أمين)، وهو رجل في الخمسين من عمره، من الطائفة الشيعية.
وكشفت المعلومات المرفقة بصور من صفحته الشخصية، أن أبا أمين من قياديي الدفاع الوطني في قرية المبعوجة، وعرف عنه قربه من قياديين في حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ويظهر من منشورات “الحاج أبو أمين” تأثره بما يسمى “المقاومة”، وانحيازه التام لنظام الأسد والسياسة الإيرانية في المنطقة، وأخرى نعى فيها شيخ الطائفة العلوية بدر الدين غزال، والذي قتل في اللاذقية قبل عامين.
أيضًا أظهرت الصور نقل جثمان “أبو أمين” إلى مقام السيدة زينب في دمشق، وصلى عليه عدد من مشائخ الطائفة الشيعية وسط حضور كبير.
كما حصلت عنب بلدي من أحد ناشطي ريف حماة الشرقي، على قائمة ضمت أسماء القتلى والشهداء في قرية المبعوجة، أظهرت استشهاد أكثر من 15 مدنيًا أبرزهم من عوائل الجندي وعطفة.
وأضاف الناشط (رفض كشف اسمه): إن “معظم المدنيين قتلوا على يد شبيح في القرية يدعى باسم نصر”، بينما تؤكد مصادر أخرى أن قوات الأسد اشتركت في قتلهم، وكذلك تنظيم “الدولة” كان لها حضوره “المعتاد” في قتل المدنيين واختطاف رجال ونساء من عائلة معمار، بحسب إفادة سابقة لعنب بلدي من قبل تنسيقية السلمية.
وأثارت أحداث “المبعوجة” ضجةً إعلامية كبيرة في الوسط “الثوري”، أدانت فيها مواقع ووسائل إعلام مناهضة للأسد، قتل المدنيين من قبل تنظيم الدولة ونظام الأسد، في حين ألمح ناشطون من السلمية إلى أن الأسد يحاول بشتى الوسائل تسليح المدينة وإعداد ميليشيات من قبل شبابها، واللعب على الوتر الطائفي في المدينة ذات النسيج الديني المتنوع.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :