شهدت منطقة الغوطة الغربية الأسبوع الماضي حملات اعتقالٍ واسعة بحق أهالي المنطقة، وخصوصًا المهجرين من داريا، بينما أسفرت اشتباكات الكسوة مطلع الأسبوع عن 15 شهيدًا وسط إغلاق لمحلات المدينة بشكل كامل وهدوء يسود أحياءها.
وتتعرض كل من مدن الكسوة، وجديدة البلد وعرطوز وصحنايا ومزارع شواقة، التي يسيطر عليها النظام، إلى حملات اعتقالات يومية ليتجاوز العدد 300 معتقلٍ خلال أسبوع واحد.
وأفاد شهود عيان عن قيام دوريات الأمن العسكري بملء عدة باصات بالمعتقلين وتوجهها إلى مقر الفرقة الأولى في الكسوة، لينقلوا لاحقًا إلى فرع المنطقة وبقية الأفرع الأمنية في العاصمة دمشق.
وكانت مدينة الكسوة تعرضت يوم الأحد الفائت إلى حملة مداهمات واشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأسد استمرت لعدة ساعات، تزامنًا مع قصفٍ مركز استهدف أحياءها القديمة.
وانتهت الاشتباكات بتثبيت حاجز نادي الكسوة الرياضي، وسقوط 15 شهيدًا عرف منهم الدكتور محمد خير الصياد والمهندس زياد نسب، بالإضافة إلى محمد نكاش 17 عامًا ومحمد كمال الجزر، وامرأة من عائلة الخرياطي من نازحي مدينة داريا.
وعاود النظام قصف المدينة من جديد ظهر يوم الجمعة 10 نيسان، وقنص مقاتلوه مدنيًا على حاجز المناشر، ليخيّم على الكسوة حالة حداد عام، وما تزال المحال التجارية والأسواق مغلقة منذ يوم الأحد وحتى تاريخ اليوم، في ظل انقطاع للتيار الكهربائي عن المنطقة.
وسقطت قذيفة عصر الجمعة على منزلٍ مقابل بلدية مقيليبة القريبة من الكسوة، مصدرها اللواء 75، واقتصرت على أضرار مادية.
وتنقسم الكسوة إلى قسمين، أولها يخضع لسيطرة الثوار من أهالي المدينة، وآخر يخضع لسيطرة النظام وميليشيات الدفاع الوطني، وهم بالأصل لا ينتمون إليها وإنما سكنوها منذ قرابة العشر سنوات، ومعظمهم موظفون في الأمن والجيش.
كما استقطبت المدينة ما يزيد عن 250 ألف مهجّر منذ انطلاقة الثورة قبل 4 سنوات، معظمهم من مناطق الريف الجنوبي والغربي، ليصل عدد السكان الكلي إلى قرابة 300 ألف مدني.