عنب بلدي – إدلب
يشتكي عاملون في قطاع الدواجن بالشمال السوري من منافسة المنتجات التركية المستوردة، خاصة البيض الذي يباع بأسعار منخفضة عن المنتج المحلي، ما يعود بخسائر على أصحاب المداجن.
يقول إسماعيل الأفندي، وهو صاحب مدجنة لإنتاج البيض، إنه يواجه صعوبات كثيرة جراء انخفاض سعر البيض إلى أقل من التكلفة، بسبب منافسة البيض المستورد من تركيا.
ويضيف الأفندي لعنب بلدي، “رغم أملنا بتحسن الأسعار بعد مرور شهر رمضان وقلة المبيعات، إلا أن التجار بدؤوا باستيراد بيض تركي ليس مختومًا بتاريخ الصلاحية كما هو المعتاد من الجانب التركي”.
ومع دخول خمس شاحنات (برادات) من البيض التركي إلى إدلب، انخفض سعر الطبق الواحد من البيض 200 ليرة سورية، بعدما كان يتراوح بين 900 وألف ليرة، بحسب الأفندي.
عدم وجود ختم الصلاحية (تاريخ الإنتاج والانتهاء) على البيض المستورد، شكل أزمة لدى التجار وأصحاب المداجن، وذلك بسبب تلاعب بعض التجار وبيعه على أنه منتج محلي يصعب على المواطن تمييز مصدره.
غسان محيي الدين غنيم، صاحب مدجنة في بلدة معرتمصرين بريف إدلب، يرى أن البيض التركي يؤثر سلبًا على الإنتاج المحلي وفي أحيان كثيرة يعود بخسائر على قطاع الإنتاج بسبب اختلاف المواسم، وعلى العاملين في هذا القطاع، مقدرًا عدد من يعملون في قطاع الدواجن في منطقته بنحو 25% من اليد العاملة فيها.
ويعزو التجار أسباب انخفاض سعر البيض التركي إلى دعم الحكومة التركية لقطاع الدواجن.
ويتراوح سعر الطبق الواحد من البيض المحلي بوزن كيلو غرام واحد وعدد 30 بيضة، بين 900 وألف ليرة وسطيًا في إدلب، وهو سعر غير ثابت، إذ وصل قبل أشهر إلى 500 و600 ليرة، بحسب غنيم.
ولا توجد إحصائية دقيقة حول الإنتاج المحلي في الشمال السوري، ولكن صاحب المدجنة غسان غنيم قدر الإنتاج اليومي للبيض في المنطقة بين 60 و70 ألف طبق، وهو ضعف الاستهلاك المحلي للسكان، بحسب تقديره.
مسؤول: السوق مفتوح
بدوره يقول وزير الاقتصاد والموارد في “حكومة الإنقاذ” المسؤولة عن المنطقة، محمد الأحمد، إن هناك ضعفًا في الإنتاج المحلي للبيض في الشمال السوري.
ويعتبر الأحمد، في حديث إلى عنب بلدي، أن “منع استيراد هكذا مادة يحتاج إلى دراسة كبيرة، وهناك مفاضلة بين المنتجات، ونحن نعمل تحت نظام السوق المفتوح ونترك المنافسة والخيار للمستهلك”، مؤكدًا أنه لا خطر على الإنتاج المحلي.
وحول ختم الصلاحية الذي طالب التجار بوضعه على البيض المستورد، يقول الأحمد إن موضوع ختم البيض المستورد من تركيا ليس الأساس في مجال التزوير والتلاعب على حساب المنتج المحلي، موضحًا، “في هكذا حالة فالفحص والمخبر هو الأهم، ومعرفة منشأ البضاعة ومكان إنتاجها أفضل بكثير من استيراد بضاعة مختومة فقط”.
وتخضع محافظة إدلب لسيطرة “حكومة الإنقاذ”، المتهمة بتبعيتها لـ “هيئة تحرير الشام”، التي لا تشرف بشكل رسمي على المعابر الرسمية مع تركيا، ويقتصر ذلك على تعاون وتنسيق مشترك بين إدارة المعابر ووزارة الاقتصاد في الحكومة، بحسب الأحمد.