شاحنة محملة بأعضاء مجلس الشعب

  • 2019/06/30
  • 12:00 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

تعا تفرج، يا حَبَّاب، على النظام السوري الذي يصنعُ المعجزات في عالم الضحك، والمسخرة. ألقِ نظرة على رئيس النظام تَرَ كيف أنه انسطل من هول ما يجري حوله، فما عاد يعرف رأسه من رجليه، والشاطر يقول له: دَهْ إنْتَهْ بَقيت مسخرة بين الشعوب والأمم، وخليت اللي يسوى واللي ما يسواش يضحك علينا!

الفريق الذي “يَسْوَى” يمثله حليفُك، وليُّ نعمتك الذي أنقذك من السقوط والبهدلة، وأعني “بوعلي بوتين” الرئيس الروسي الذي جعلَ الناسَ الثائرين على حكمكَ وآباءهم وأمهاتهم وأبناءهم وبناتهم يتحولون إلى “خبيصة”! وأوقعَ ما شيده هؤلاء الناس خلال عشرات السنين من أعمارهم على الأرض “سَمْهَدَانة”، وفتح طرقات فرعية للناجين من قذائف الطائرات وحممها ليهربوا ويتركوا لك أراضيهم وأبنيتهم حتى تقيم عليها مجتمعك المتجانس، وقَدّمَ لشبيحتك الأكارم فرصة ذهبية لكي يذهبوا بشاحناتهم وبيكآباتهم وطريزيناتهم ويأخذوا مِنْ عفش الهاربين ما خف وزنُه وارتفع ثمنُه، مستفيدين من الحكمة الذهبية القائلة: ومَنْ كسبَ البلادَ بغير حربٍ.. يهونُ عليه تسليمُ البلادِ!

صحيح أن هذا الـ بوعلي بوتين لا يحبك، ولا يحترمك، ولا يشيلك من أرضك، ودائمًا يوقفك بين الأذنة والفراشين، ولكن، حسبُه أنه ثَبَّتَكَ على كرسيك في حارة المهاجرين، ولو كان في محلك رئيسٌ آخر لَبَاسَ يَدَهُ وجهًا وقفًا، شاكرًا بوتين على هذه العطاءات العظيمة.

وأما الفريقُ الذي “ما يسواش” فيمثله الضباطُ الروس الحقيرون الذين يقيمون في “قاعدة حميميم”. ففي خضمّ الحرب التي تشنونها على الشعب السوري، راح هؤلاء الضباط المناكيدُ يكيدون لضباطك الشجعان الذين يدافعون عَمَّا تبقى من سلطتك على بقايا الدولة التي ورثتها عن والدك، وتوصلوا إلى ضرورة التخلص من “شوية” الفساد التي أتاحتْ لهؤلاء الضباط المساكين أن يعيشوا وعائلاتهم في بحبوحة.. فما كان من هؤلاء “الحميميّين” إلا أن أسهموا في تأسيس لجنة مسؤولة عن تفتيش القطعات العسكرية السورية والتحقيق مع الضباط الأشاوس بقضايا “فساد”.

فساد شو يا بهوات؟ لو أنَّ هؤلاء الإمَّعَات الروس المقيمين في حميميم يعرفون نذرًا يسيرًا عن اللجان التي شكلها نظامُك، ونظام والدك من قبلك، بقصد محاربة الفساد، وكيف انتهت وأُحْبِطَتْ، لوقف شعر رؤوسهم على طوله من شدة الاندهاش.

لقد صَدَّقَ أعضاءُ “مجلس التصفيق والدبكة” الكذبةَ الساذجة القائلة بأنهم يعيشون في برلمان إنساني حقيقي، وراحوا يختلفون بين إبقاء هؤلاء الضباط الفاسدين في سجن صيدنايا، أو إطلاق سراحهم. رُح أنت الآن، وخذ معك بعض جواكر الوزارة، واملأ نصف سيارة شاحنة من أعضاء مجلس التصفيق والدبكة، واطلبوا مقابلة الضابط الروسي المسؤول عن حميميم، واحكوا له حكاية لجنة الكسب غير المشروع التي شكلها أبوك في الثمانينيات من أجل أن تسأل الحرامية: من أين لكم هذا؟ وكيف توصلت هاتيك اللجنة إلى أن الحرامي الأكبر يقع في رأس هرم السلطة، وكلما نزلت لتحت يصغر حجم الحرامي حتى تصل إلى مستوى الشرطي الذي يأخذ خمس ليرات من السيارة المخالفة. احكوا لهم هذه القصة، واطلبوا منهم أن يلفوا أذنابهم ويسكتوا. ويقولوا الله يعين هالشعب.

مقالات متعلقة

  1. الأعداء تآمروا علينا.. إهي إهي
  2. المقامة البرميلية
  3. أنا معجب بوليد المعلم
  4. الاحتفاظ للجحش بحق الرد

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي