شهدت مدينة حلب قصفًا عنيفًا بالصواريخ الموجهة منذ صباح أمس السبت، استهدف شطري المدينة الخاضعين لسيطرة المعارضة والنظام، ما أسفر عن مقتل أكثر من 65 مدنيًا بالإضافة إلى مئات الجرحى.
حسّون «يشرعن» قصف المدنيين
وبينما يتبادل طرفا النزاع الاتهامات حول مصدر القصف دعا مفتي النظام أحمد بدر الدين حسون إلى ضرورة تدمير كل حيّ تخرج منه قذيفة عن بكرة أبيه، في لقاء على القناة الفضائية الرسمية أمس السبت.
واعتبر حسون أن «من يستهدف الجامع الأموي في دمشق، هو ذاته من يقصف حلب وأبناءها»، وأضاف «سيسجل التاريخ أن أردوغان ومن معه هم من دمروا سوريا وقتلوا أبناءها وسنحاسبهم».
ووجه حسون خطابه لما وصفهم «أعداء الله والإنسانية»، قائلًا: «دماؤنا لن تنسى وأطفالنا لن تذهب أرواحهم هدرًا ومساجدنا وكنائسنا سيبقى لها دورها».
وأشار ناشطون إلى أن نظام الأسد ليس بحاجة لفتوى تشرعن قصف الأحياء السكنية وهو يقوم بذلك منذ أكثر من 3 سنوات، لكنّ تصريحات حسّون تعتبر اعترافًا بهذا القصف وتزيد من «حقد» مؤيدي الأسد على سكان المناطق المحررة.
أحداث السليمانية
وجاءت تصريحات المفتي إثر استهداف حي السليمانية الخاضع لسيطرة النظام بصواريخ أسفرت عن مقتل 20 مدنيًا على الأقل، تزامنًا مع بيانٍ باسم غرفة عمليات مدفعية حلب يتبنى القصف.
لكن الغرفة سارعت بدورها إلى نفي البيان جملة وتفصيلًا، مؤكدة أن الدين الإسلامي لا يسمح بقصف المدنيين وأن قوات الأسد وراء ذلك.
ورجّح الناشط الميداني والإعلامي محمد أبو الوفا، في حديثٍ إلى عنب بلدي، وقوف قوات الأسد وراء استهداف السليمانية، معززًا روايته بشهادات حصل عليها من الفصائل المرابطة في حلب القديمة «المرابطون على جبهات حلب القديمة وميسلون أكدوا عدم إطلاق أي قذيفة باتجاه مناطق المدنيين في السليمانية».
وتساءل شاهد عيان مقيمٌ في أحد أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، عن نوعية السلاح الذي استطاع تدمير عدة منازل في حي السليمانية، وهل يمتلك الثوار مثل هذا السلاح؟، موضحًا لعنب بلدي أن «الصواريخ التي سقطت على السليمانية هي صواريخ فيل الضخمة، والتي استخدمها الأسد مؤخرًا في حلب وريف دمشق وغيرها».
قصفٌ مكثّف
إثر ذلك قصفت قوات الأسد سوقًا في حي المعادي ساعة الذورة أمس السبت ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا آخرين وأكثر من 50 جريحًا وفق شبكة حلب نيوز.
وأدى القصف إلى دمار كبير في المحال التجارية و الأبنية، بينما طال قصف مماثل من الطيران المروحي والحربي أحياء باب المقام والشعار وسيف الدولة وباب النيرب وعددًا من الأحياء الأخرى في المدينة ما أدى إلى وقوع إصابات.
وحذّرت مديرية الدفاع المدني من أن النظام «سيقوم بقصف تجمعات المدنيين في الأسواق والأماكن العامة»، وطلبت من الأهالي الالتزام بالبيوت والطوابق السفلية، وعدم التجمع حرصًا على السلامة العامة.
واستمر القصف اليوم الأحد إثر استهداف الصواريخ حي الجميلية الخاضع لسيطرة الأسد، وحي الأنصاري المحرر، ما أسفر عن قرابة 25 شهيدًا في الجانبين.
ونوه مراسل عنب بلدي في حلب إلى أن القصف في حي الأنصاري استهدف مدرسة أثناء دوام الطلاب، ما خلف 12 شهيدًا على الأقل في إحصائية أولية، وأكثر من 30 جريحًا.
يذكر أن صفحات التواصل الاجتماعي شهدت حملة تعليقاتٍ من مؤيدي الأسد تطالب بتكثيف القصف «انتقامًا من المسلحين الإرهابيين»، بينما لعب الإعلام الرسمي على الوتر الطائفي مبديًا «حزنه» بمقتل مدنيين من الطائفة المسيحية في حي السليمانية، في حين أغفل استشهاد ميشيل عبجي (أبو يوسف) مسؤول دار مار إلياس للعجزة في مجزرة المعادي أمس.