حوران.. انحسار النظام في السهل و «شرارة الحرب» تقترب من الجبل
تستمر وتيرة المعارك في شهر نيسان بسرعة أكبر في الجنوب السوري، ويبدو أن موقف المعارضة بات أقوى من أي وقت مضى، على الرغم من المحاولات الإيرانية لإضعافها، وحماية الخاصرة الجنوبية للعاصمة دمشق.
في حين تظهر المعطيات الميدانية والسياسية، أن الجارة السويداء ليست ببعيدة عن نار الحرب المندلعة في معظم المناطق السورية، إذ يعمل النظام على زج أبنائها ضمن ميليشياته، بينما يحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» التغلغل من الشرق.
وكان الجيش الحر أعلن سيطرته في السابع من نيسان الجاري على بلدة كفر شمس في ريف درعا الشمالي، بعد معارك عنيفة خاضها ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والأجنبية التابعة له.
وتحاول المعارضة في الآونة الأخيرة تحرير بلدتي جدية وفيطة جنوبي كفر شمس، والانتقال منهما نحو مدينة الصنمين غير البعيدة، والتي تعتبر مركزًا هامًا للميليشيات الإيرانية المساندة لقوات الأسد.
وتأتي أهمية تحرير كفر شمس، كونها على مقربة من بلدة دير العدس الواقعة شمال المحافظة، على التماس مع محافظتي ريف دمشق والقنيطرة، والتي استعادتها قوات الأسد مع مطلع آذار الماضي، في عمليات كبيرة شارك فيها مقاتلون إيرانيون بشكل واضح.
تقدم المعارضة خلال شهري آذار ونيسان الجاري، جعل قوات الأسد في موقف لا تحسد عليه، حيث لم يبقَ لها في المحافظة سوى جزء واسع من مدينة درعا، بالإضافة إلى مدينة الصنمين وإرزع.
وكانت فصائل من المعارضة المسلحة سيطرت في 25 آذار على مدينة بصرى الاستراتيجية، وتلاها بعد 5 أيام تحرير معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
السويداء بدورها، كان لها نصيب من العمليات العسكرية هذا الأسبوع، حيث هاجم تنظيم “الدولة الإسلامية” مطار خلخلة العسكري شمال شرق المدينة، واستطاع السيطرة على مناطق البوحارات والمهجورة وتل ظلفع، التي تعتبر خط الدفاع الأول لقوات النظام عن المطار العسكري، قبيل انسحابه منها، بعد معارك استمرت نحو 8 ساعات سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.
وكشفت صفحات موالية للأسد مقتل 13 عنصرًا من جيش التحرير الفلسطيني المتواجدين في المطار، في حين ادعت وكالة أعماق المقربة من التنظيم مقتل 70 عنصرًا من قوات الأسد والميليشيات الموالية له.
إعلام النظام، أظهر بدوره جثثًا قال إنها لعناصر من التنظيم قتلوا خلال الهجوم الذي وصفته بـ “الفاشل”، كما أظهرت بالأسماء قتلى جيش التحرير الفلسطيني، الذي يقاتل إلى جانب الأسد.
تداعيات الهجوم على خلخلة، انتقلت إلى المدينة، وحذر مشايخ «العقل» من اقتحام القرى «الدرزية» من قبل تنظيم الدولة المتربص شرقًا، أو جبهة النصرة التي هاجمت قريتي بكا وذيبين جنوب المحافظة، الشهر الماضي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الدفاع الوطني فيها.
في هذه الأثناء، يعمل حكمت الهجري، رئيس المجلس الروحي للطائفة الدرزية، على زج أبناء السويداء في الحرب الدائرة في البلاد، من خلال تسليحهم وإتباعهم بشكل مباشر للفرقة 15 التابعة لجيش الأسد، في تصعيد رأى فيه ناشطون أنه زج للجيران في حوران بحرب أهلية بين السهل والجبل.
يشار إلى أن 70% من محافظة درعا يقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، ويعتبر الجيش الحر المتمثل في الجبهة الجنوبية أبرز هذه الفصائل وأكبرها، واللاعب الأبرز في معاركها الأخيرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :