اعتقلت السلطات الإيطالية قبطانة سفينة ألمانية لإنقاذ المهاجرين لتحديها رفض دخول مياهها الإقليمية، بعد أن رست في ميناء لامبيدوزا عنوة.
وبعد أن أنقذت عشرات المهاجرين المهددين بالغرق وسط البحر، تعرضت كارولا راكيتا، قبطانة سفينة الإنقاذ الألمانية “سي ووتش 3″، للاعتقال اليوم، السبت 29 حزيران، من قبل الشرطة الإيطالية التي وجهت لها تهمة “مقاومة سفينة حربية”، وهي ما قد تصل عقوبتها إلى السجن عشر سنوات.
وانتظرت السفينة في المياه الدولية لمدة طالت أكثر من أسبوعين، وعلى متنها نحو 40 مهاجرًا أفريقيًا، لتتم دعوتها من قبل إيطاليا أو إحدى دول الاتحاد الأوروبي، ولكن ذلك لم يحدث.
وحاولت راكيتا الأسبوع الماضي الإبحار إلى جزيرة لامبيدوزا الواقعة جنوب إيطاليا إلا أن سفنًا حكومية إيطالية منعتها من ذلك.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت قررت القبطانة دخول ميناء لامبيدوزا الإيطالي حيث رست سفينتها وسط انتشار أمني مكثف.
وقامت الشرطة بعدها بإنزال راكيتا من على ظهر السفينة واقتيادها بعيدًا في سيارة، بينما لايزال المهاجرون متواجودون على ظهر السفينة.
وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، صرح في وقت سابق أنه لن يسمح لراكيتا بالرسو على الشواطئ الإيطالية ما لم تعلن دولة أوروبية أخرى موافقتها على استقبال المهاجرين بشكل فوري.
وأشار إلى أنه سيعمد حينها إلى مصادرة السفينة، ومقاضاة قبطانتها بتهمة مساعدة مهربي البشر.
ويرفض سالفيني، أن ترسو السفينة في ميناء إيطالي، متذرعًا بأن ميناء طرابلس الليبي سيكون آمنًا لهم.
وكانت سفينة “سي ووتش 3” قد أنقذت يوم 12 حزيران الحالي نحو 53 شخصًا قبالة السواحل الليبية، ليتم بعدها إجلاء 13 مهاجرًا من السفينة في عمليات منفصلة، ونقلهم إلى جزيرة لامبيدوزا لأسباب طبية أو إنسانية.
وكانت منظمة “سي ووتش” غير الحكومية، دعت إلى إنقاذ المهاجرين، محملة الاتحاد الأوروبي وخفر السواحل الإيطالي مسؤولية ذلك.
كما طالبت المنظمة بمتابعة عمليات البحث وإنقاذ المهاجرين، محذرة من “منطقة موت في ليبيا”.
يأتي ذلك في وقت أكدت “مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين” أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 نظرًا لتراجع المهام البحرية للبحث والإنقاذ.
وأوضحت المفوضية أن معدل الوفيات بلغ في عام 2018 واحدًا من بين 14 مهاجرًا عبروا المتوسط بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، بينما كان المعدل واحدًا من بين كل 38 مهاجرًا في العام الذي سبقه 2017.
وكثيرًا ما يجد المهاجرون أنفسهم محل نزاع بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن الدولة التي يتم السماح بإنزالهم فيها، خاصة منذ تولي حكومة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الذي يعارض بشدة وصول مهاجرين.
وتعليقًا على ذلك قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان، إن “إنقاذ الأرواح في البحر ليست خيارًا، ولا علاقة له بالسياسة، وإنما التزام تاريخي”، داعيًا إلى تبني “نهج طويل الأمد قائم على تعاون إقليمي يضع حياة الإنسان وكرامته في المركز منه”.