ألمانيا تدعو للتصدي لخطاب الكراهية ومعاداة اللاجئين
دعا وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، مواطني بلاده إلى التصدي لخطاب الكراهية والتمييز ضد الأجانب، وذلك في ظل تنامي خطر “اليمين المتطرف” المعادي للاجئين.
وفي تصريحات له لصحيفة “باساور نويه بريسه” الألمانية، بعددها الصادر اليوم، السبت 29 حزيران، قال زيهوفر، “على كل مواطنة ومواطن إظهار الشجاعة المدنية، سواء في النادي أو مكان العمل أو المحيط الخاص، فقط بهذه الطريقة يمكننا السيطرة على هذا التحدي”.
وفي الوقت نفسه طالب الوزير الألماني بزيادة الرقابة حول قضايا الإرهاب والتطرف عبر توسيع “هيئة حماية الدستور” المعنية بالاستخبارات الداخلية.
وأشار إلى ضرورة زيادة عدد العاملين في الهيئة، وتحسين التقنيات التي تعمل بها، ومنحها مزيدًا من الصلاحيات.
وبيّن أن عمل الهئية يجب ألا يقتصر على مراقبة أشخاص على خلفية اشتباههم بالتطرف والإرهاب، بل أن يتعداها إلى الكشف عن الروابط بين الشبكات أيضًا.
ولفت زيهوفر إلى ضرورة تحسين أدوات الرقابة، حتى تتمكن السلطات من الإمساك بالجناة عبر التقنيات الرقمية.
تصريحات الوزير الألماني تأتي في ظل مساعي بلاده الحثيثة لاحتواء ظاهرة “المد اليميني المتطرف” ومعاداة اللاجئين، التي باتت تتفاقم في الفترة الأخيرة، وتتجلى مظاهرها بمحاولات اغتيال وتهديدات لمسؤولين ألمان يبدون تعاطفًا مع المهاجرين والأجانب ويدعون إلى التعايش السلمي في البلاد.
كما تتزامن مع وصول التهديدات التي يشكلها “اليمين المتطرف” في البلاد إلى مستوى “غير مسبوق” في عام 2018، وفق ما أظهرت نتائج “التقرير الأمني السنوي الصادر عن هيئة حماية الدستور”.
ووصل عدد المنضمين إلى شبكات “يمينية متطرفة” إلى 24100 شخص، وهو “أعلى مستوى له”، بحسب التقرير الذي يصنف ما يقارب النصف منهم على أن لديهم “قابلية لاستخدام العنف”.
وقال زيهوفر أثناء استعراضه نتائج التقرير أنها “أثبتت مجددًا، أن التهديدات في مجتمعنا المنفتح أصبحت أكثر تعقيدًا وتنوعًا”، بحسب تعبيره.
وحذر زيهوفر بشدة من خطورة تعزيز “اليمين المتطرف” لوجوده على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المواقع الإلكترونية بشكل عام.
وتُشير إحصائيات التقرير الرسمية إلى أن “الحزب اليميني القومي” المتطرف يضم نحو 5500 شخص، بينما يوجد ما يقارب 6600 آخرين ضمن مجموعات تنضم تحت لواء تنظيمات وجمعيات كحركة “مواطني الرايخ” المتطرفة.
وفي حين تراجع عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية اليمينية المتطرفة بنسبة بلغت 3.2%، لتصل إلى 20 ألفًا و431 جريمة، شهدت جرائم العنف والدعاية اليمينية ارتفاعًا مقارنة بعام 2017، وفقًا للتقرير.
ويقف خلف معظم الهجمات العنصرية ضد اللاجئين “يمينيون متطرفون”، وكانت السلطات الألمانية حمّلت في عام 2018 “الجماعات اليمينية المتطرفة” المسؤولية عن 140 هجومًا من أصل إجمالي 143 هجومًا.
كما يطالب أنصار “اليمين المتطرف” بترحيل اللاجئين، ويحاولون الضغط على الحكومة من أجل تغيير سياسة استقبالهم.
واستقبلت ألمانيا منذ اتباعها سياسة الباب المفتوح، عام 2015، ما يزيد على 1.2 مليون لاجئ، في موجة لجوء غير مسبوقة، معظمهم من سوريا وأفغانستان والعراق.
ووصل عدد اللاجئين في ألمانيا عام 2018 إلى 380 ألف لاجئ وفق ما أظهرت بيانات رسمية ألمانية، وهو الأقل منذ عام 2012.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :