خوفًا من «الخلايا النائمة»
قرار «القيادة» يمنع الحمصيين من العودة إلى أحيائهم
غادرت قوات المعارضة السورية أحياء مدينة حمص في شهر أيار من العام الماضي، لكنها ما تزال خاوية من سكانها، ويعود ذلك إلى سببين: أولهما الدمار الكبير الذي أصاب أبنية بكاملها وأجزاء من أحياء جعل من المستحيل عودة سكانها دون إعادة إعمار، والثاني هو التضييق على الحمصيين الراغبين في العودة إلى منازلهم، والذي وصل إلى منعهم من العودة.
«القيادة قررت عدم السماح لأهل حمص بالعودة إلى منازلهم»، هذا ما ينقله (أ.د)، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، عن لسان أحد القيادات الأمنية في حمص خلال اجتماع مع عددٍ من عناصر الأمن ووجهاء المدينة.
ويضيف الضابط أن هذا القرار كان يخضع للنقاش إلى أن تم إقراره الشهر المنصرم، موضحًا «سقوط مدينة إدلب عزز هذا القرار خشية أن يشكل من يعود خلايا نائمة تتعاون مع الثوار».
(أ.د)، شابٌ يعمل لدى إحدى الجهات الحكومية المدنية لتدبير شؤون المدنيين في هذه الأحياء، يؤكد أن من استقر في منزله منذ سنة «استغل الفرصة لكن اليوم ممنوع لأي كان أن يعود».
ويشمل القرار أيضًا حي باباعمرو والذي تسيطر عليه قوات نظام الأسد بعد الخروج الأخير للمعارضة المسلحة في شهر آذار 2013، ويقول رفعت، وهو أحد سكان الحي، إن الضابط المسؤول عن الحي رفض عودته وأسرته إلى منزلهم، مؤكدًا أنه من غير المسموح لأي شخص أن يعود الآن إلى منزله، سوى الذين عادوا فيما سبق فهؤلاء يسمح لهم بالبقاء.
وسبق القرار مجموعة من الإجراءات التي تضيّق على أهالي حمص، فما زال «الشبيحة» يدخلون إلى هذه الأحياء ويسرقون المنازل التي لم تسرق بعد أو ما تبقى منها، ما يخلق الخوف لدى السكان القاطنين بمنازل قريبة.
(ع.ر)، الذي عاد إلى بيته في أحد أحياء حمص القديمة منذ فترة، يقول إنه رأى مجموعة من الشبيحة يدخلون ويسرقون المنازل المجاورة له، مردفًا أنه حاول إخبار الضابط المسؤول عن حاجز الحي والذي قام بدوره بمساءلة هذه المجموعة.
ولو أن (ع.ر) لم يعرف ما الذي حلّ بالمجموعة، إلا أنه يضيف «عاد الضابط إلي بعد حين وطلب مني عدم التدخل فيما لا يعنيني»؛ مردفًا «كنت أخشى على حياتي من هؤلاء الشبيحة، أما الآن فخشيتي أصبحت مضاعفة نظرًا لتعاون عناصر الأمن المسؤولين عن حماية الحي معهم».
وشملت الإجراءات قائمة أسماء وضعت عند حاجز كل حي يسمح لها فقط بالدخول، بينما يُعاد من لا توجد أسماؤهم من حيث أتوا.
(ج.د) الذي منع أيضًا من دخول منزله حتى اليوم، يقول إنه عرض على ضابط الأمن وثيقة ملكيةٍ لمنزله، لكن الضابط لم يكترث بها، نظرًا لعدم وجود اسمه في القائمة.
ويجب على من يريد العودة إلى المنزل أو صيانته من الحرائق والتخريب، الحصول على موافقة أمنية مسبقة، وقد تمكّن (ع.ف) من الحصول على موافقة من قبل شعبة أحد الأفرع الأمنية، ويصفها بأنها «أهم من الطابو» الذي بحوزته.
ورغم أنّ مدينة حمص تعتبر الأكثر تضررًا بين المدن السورية بحصيلة تضرر تقارب 13 ألف مبنىً وفق تقريرٍ للأمم المتحدة نشرته الواشنطن بوست في 12 آذار من العام الجاري، إلّا أنّ أهلها فوق هذا ما زالوا محرومين من زيارتها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :