تعود قصة الطفل السوري آلان كردي إلى الواجهة مجددًا في فيلم تركي يروي قصة حياته يحمل اسم “الطفل آلان”.
وبحسب ما أفاد مخرج الفيلم، التركي عمر صارى كايا، لوكالة “الأناضول”، أمس الخميس 27 من حزيران، فإن أهم ما يميز الفيلم ذهاب عائداته للمساعدات الإنسانية، إذ أن “جميع المشاركين متطوعون ولن يتقاضوا أي أجر مادي”.
ولقي آلان، ذو الأصول الكردية المنحدرة من عين العرب (كوباني) بريف حلب والبالغ ثلاث سنوات، حتفه مع شقيقه ووالدته، حين غرق زورقهم المطاطي في بحر إيجه التركي، في أثناء محاولتهم العبور إلى الجزر اليونانية برفقة عدد من اللاجئين السوريين.
وعثر على جثة الصغير على شاطئ بودروم التركي، في 2 أيلول عام 2015.
وتصدرت صورته وهو ملقى جثة على الشاطئ وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت صدمة الرأي العام المحلي والعالمي.
وأضاف صارى كايا أن الفيلم رسالة عظيمة للاجئين، قائلًا، “لم أنم أبدًا عندما حدث هذا، كان الحدث في ذهني دائمًا، وكنت آمل أن يحول أحدهم ما حدث إلى فيلم، ويعطي رسالة للعالم، ولكن إلى يومنا هذا لم يقم أحد به وحظيت أنا بذلك”.
واعتبر المخرج أن آلان لم يكن مجرد طفل قذفته الأمواج على الشاطئ، إنه “وصمة عار على جبين العالم”.
واعتقد ممثل هوليوود الاسكتلندي مايك ميتشل، الذي يجسد دور قبطان القارب، إن الفيلم سيعطي العالم رسالة كبيرة عن اللاجئين.
أما الممثل أيدان شاكر، فعبر عن متعته بالعمل مع نجوم هوليوود، قائلًا، “نعمل تطوعًا في المشروع وجميعنا نملك أفكار مشتركة”.
وبدأ تصوير مشاهد الفيلم، خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة بودروم، ومن المتوقع إنهاء تصوير المشاهد في 20 من تموز.
وأكد المخرج أن عرض الفيلم سيبدأ في 2 أيلول ذكرى وفاة الطفل متوقعًا أن يحصد الفيلم جوائز أوسكار.
أحداث سابقة جسدت الطفل آلان
وفي سياق تسليط الضوء على قضية الطفل آلان، التي أثارت جدلًا دوليًا وشعبيًا، فقد سبق أن أطلق اسم الطفل على سفينة كانت تحمل اسم البروفيسور، ألبريشت بينك، المتخصصة بإنقاذ طالبي اللجوء في البحر المتوسط، بحسب ما نشرت صحيفة “أكشام” التركية، في 6 شباط الماضي.
وشارك عبد الله كردي، والد الطفل آلان، وشقيقته في حفل إعادة تسمية السفينة في بالما دي مايوركا في إسبانيا، والذي نظمته منظمة “سي آي” الألمانية غير الحكومية التي تسيّر السفينة.
كما كانت حادثة غرق آلان ملهمة للعديد من الفنانين المحليين والعالميين، فقد تم رسم لوحات رمزية تعبر عنه رغبة في توجيه الرأي العام اتجاه قضية اللاجئين.
كما كتبت قصة “صلاة البحر” للكاتب الأفغاني خالد حسيني، وهي عبارة عن رسالة متخيلة من والد إلى طفله عشية انطلاق رحلتهما عبر البحر، وتحمل مشاعر الخوف التي تسيطر على قلب الوالد اتجاه ابنه.
وفي عالم “الأنيمشين” حاكى المخرج السوري سامر عجوري، في فيلمه “الولد والبحر” الذي لم تتجاوز مدته ست دقائق قصة الطفل آلان.
ويتضمن الفيلم قصة طفل يحبّ رسم البحر، وغطس ذات يوم في أعماقه على أمل أن يفلت من الحرب والفقر ويجد الرحمة والأمل والسعادة، لكنه علق في دوامة شاشات تلفزيونية، شوّهت صورته وجرّدته من حكايته، ولم تنته الحكاية عند هذا الحد بل ظلت الصور تتدفّق، وبقي العالم صامتًا يتفرج.