شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، دعوات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى التخلي عن مشروع اللجنة الدستورية السورية والبحث عن بدائل أخرى.
وطالب السفير الأميركي في مجلس الأمن، جوناثان كوهين، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، بأن يفكر بمبادرة أخرى غير اللجنة الدستورية، بسبب عدم التقدم في تشكيلها ومماطلة النظام السوري.
وقال كوهين إنه حان الوقت بعد 17 شهرًا من إعلان بدء تشكيل اللجنة الدستورية في سوتشي، أن ندرك بأن الملف لم يتقدم ولا يزال بعيد المنال.
وأضاف كوهين أنه “حان الوقت لكي يشجع المجلس المبعوث الخاص بيدرسون على تجربة طرق أخرى لتحقيق الحل السياسي”.
من جهته، اعتبر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، أنه “لم يتم إحراز أي تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية”.
وأشار إلى أن “النظام السوري يرفض أي حل وسط، ويضاعف مناورات التسويف للحؤول دون نجاح هذا المنتدى الأول للحوار”، بحسب تعبيره.
وطرحت مسألة اللجنة الدستورية لأول مرة في مؤتمر “سوتشي” بروسيا، في 20 من كانون الأول 2018، لتبدأ عقبها محادثات مكوكية بين الأطراف، لكن دون جدوى بسبب الخلاف على أسماء معينة، بعد تقديم كل من النظام والمعارضة قائمتهما، وتضم كل قائمة 50 اسمًا، إلى جانب قائمة المجتمع المدني (50 اسمًا).
وأطلقت وعود متكررة من الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) خلال الأسابيع الماضية حول قرب تشكيل اللجنة الدستورية، لكنها بقيت دون إعلان رسمي عن الوصول إلى قائمة معتمدة.
العريضي: التصريح الأمريكي ضغط على الروس
من جهته اعتبر المتحدث الرسمي باسم “هيئة التفاوض” السورية، يحيى العريضي، أن التصريح الأمريكي “جاء بعد الألاعيب من قبل الروس الذين يقاربون العملية السياسية تكتيكًا لا استراتيجًا”.
وأضاف العريضي أن “النظام السوري لا يريد حلًا سياسيًا، وروسيا تورطت أمام العالم بأنها تريد حلًا سياسيًا، لكن على الأرض تسعى لإنجاز ذلك بأدوات عسكرية”.
وأشار إلى أن “الروس من طرف اللسان يطلقون طروحات سياسية، ومن بينها كانت اللجنة الدستورية، كحالة انتقائية من القرار الدولي 2254، يركزون عليها أحيانًا ويضعونها جانبًا أحيانًا أخرى، بناءً على هوى النظام الذي يحمونه”.
واعتقد العريضي أن الروس، بعد التصريح الأمريكي، سيعودون ملهوفين للجنة الدستورية، متوقعًا “الإعلان قريبًا عن الانطلاق باللجنة الدستورية”.
وحول أهمية اللجنة في حال إطلاقها، أكد العريضي أن “الهيئة لا تراها إلا مدخلًا لتحقيق انتقال سياسي بدستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية تفضي بالبلد إلى حل حقيقي، وبغير ذلك لا يمكن أن يكون هناك حل، وستبقى حالة الاستنزاف التي تسحب روسيا إلى مغطس أكبر ويأس لتعيد نظامًا غير قابل للحياة”.