أحمد الشامي
بخطابه الأخير أصاب «نصر الله» في نقطتين، الأولى هي وصفه للنظام العربي و «السني» بمجمله بـ «التنابل»، والثانية هي في التذكير بأنه منذ استشهاد الراحل الملك فيصل خسرت «السعودية» على كل الجبهات وفي كل المعارك التي خاضتها.
هذه التصريحات تضمر مقارنة لا تخفى على المراقب اللبيب ما بين نجاحات الثورة الإيرانية ودولتها، وتعثر العالم السني بمجمله، بما فيه «التنبل» التركي، الذي يتلقى صواريخ وقذائف الأسد على أرضه وهو صامت.
لسان حال رجل طهران في لبنان يقول: «إن النظام العربي والسني لا يهتم سوى ببقاء الحكام ودوام الانتفاع وهو أكثر هشاشة من خيوط العنكبوت».
بعدما قدّم السعوديون كل التنازلات الممكنة لإيران في سوريا ولبنان، وحتى في اليمن حين قبلوا ببقاء «علي عبد الله صالح» ومنحوه الحصانة رغم سرقاته وفساده، ها هي دولة «الولي الفقيه» تقلب الطاولة على المملكة في كل هذه اﻷماكن.
في «سوريا» خفت الصوت السعودي لدرجة اقتصاره على تصريحات «الجربا» ذي الثقافة «الرفيعة» ومقالات «ميشيل كيلو» الصميدعية حول العروبة واﻹسلام.
في «لبنان» حدث ولا حرج عن «البهدلات» التي يتلقاها «الحريري» المحسوب على آل سعود.
أما في اليمن، فعلينا ألا نصدق للحظة أكذوبة أن «الحوثيين» هم من يجتاح اليمن، بل هو جيش «عائلة صالح» صاحب المليارات الستين في أحد أفقر البلاد العربية.
في اليمن جيش «صالح» وقبيلته «يحتل» البلاد بغطاء «حوثي» وبدعم ٳيراني، تمامًا كما يحتل جيش اﻷسد «العلوي» سوريا مستندًا إلى ذات الداعم! والسعوديون يفعلون الآن، متأخرين، في اليمن ما كان يجب فعله في سوريا منذ البداية.
في مصر وبعدما استثمر السعوديون عشرات المليارات في «جيش» السيسي، يأتي «جزار رابعة» ليطالب بمئتي مليار دولار لقاء «توريط» مصر في اليمن، بالقطارة، حماية لمموليه ولقناة السويس! مع هكذا أصدقاء، هل يحتاج آل سعود «لطفيليات»؟
بالنسبة «للسودان» الغارق في حروبه «حرب زائدة أو ناقصة لن تغير شيئًا».
اﻷردن الفقير «يشكو من القلة» كالعادة.
هكذا يجد اﻷشقاء السعوديون أنفسهم معزولين في حربهم وليس معهم عمليًا سوى «باكستان» التي أزمنت الفشل.
في النهاية فالموضوع يتعدى، مع اﻷسف، مجرد «التنبلة».