شنت فصائل المعارضة في ريف حماة هجومًا على موقع لقوات الأسد عن طريق “وحدات المهام الخاصة” التابعة لها، والتي تعرف بتدريبها المتميز عن باقي العناصر.
وقال الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، عبر “تلغرام” اليوم، الخميس 27 من حزيران، إن مجموعات من “وحدات المهام الخاصة” شنت في ساعات الصباح “عملية إغارة نوعية” على إحدى نقاط تمركز قوات الأسد في ريف حماة (القصابية)، وأسفرت عن مقتل عشرة عناصر وعشرات الجرحى في صفوف الأخيرة.
وأضاف مصطفى أن قتلى قوات الأسد بينهم ضباط برتب عالية.
وكانت فصائل المعارضة اتجهت في الأيام الماضية إلى قصف مواقع قوات الأسد على طول خط الجبهات في ريفي حماة الشمالي والغربي، من منطقة السرمانية إلى الحماميات.
وجاء ذلك مع توقف العملية العسكرية لقوات الأسد، والتي لم تحقق الأهداف المرسومة لها، واقتصرت سيطرتها على بلدة كفرنبودة وقلعة المضيق.
وأوضح مصطفى أن “وحدة المهام الخاصة” تسللت ليلًا إلى الخطوط الأولى لقوات الأسد، واشتبكت معها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى مقتل عناصر منها.
وسبقت العملية المذكورة عمليات مماثلة في محاور عدة في جبهات أخرى، منها: تلة أبو أسعد وجبل القلعة في ريف اللاذقية الشمالي، ومناطق أخرى في ريفي حماة الشمالي والغربي.
ولم يعلق النظام السوري على تطورات العملية العسكرية التي يقودها في ريف حماة الشمالي والغربي.
وكانت قواته فشلت مؤخرًا في استعادة السيطرة على البلدات الثلاث “الاستراتيجية” التي سيطرت عليها فصائل المعارضة وهي: الجبين، مدرسة الضهرة، تل ملح.
لماذا المهام الخاصة؟
تعمل عدة فصائل عسكرية في الشمال السوري، وتشترك معها في العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة حاليًا كل من “الجبهة الوطنية للتحرير”، “هيئة تحرير الشام”، “جيش العزة”، إضافةً إلى تشكيلات جهادية أخرى.
وتتضمن هيكلية كل فصيل وحدات “مهام خاصة” تختلف عن باقي العناصر بالتدريبات التي يتلقونها، والعمليات العسكرية التي يدخلون فيها، والتي تكون على شكل “عمليات إغارة” في عمق مناطق النظام السوري.
الوحدات الخاصة في “تحرير الشام” تنحصر بـ”العصائب الحمراء”، والتي أعلن عن تشكيلها في آب 2018، وارتبط اسمها بجميع العمليات الخاصة والنوعية التي تعلن عنها “تحرير الشام”، وروج لهم كمقاتلين بارزين تدربوا على جميع الفنون القتالية، ويعملون “خلف خطوط العدو”، وبين الفترة والأخرى يبرز اسمهم في هجمات تعلن عنها “الهيئة” تستهدف مواقع لقوات الأسد في محيط محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب.
وكانت أبرز العمليات العسكرية لـ “العصائب الحمراء”، في تشرين الثاني 2018، حين قتل سبعة جنود روس و20 عنصرًا من قوات الأسد بعملية “نوعية” نفذتها في قرية الترابيع بريف حماة الشمالي.
“الوحدة 82” هي القوات الخاصة التي تعتمد عليها “الجبهة الوطنية للتحرير” في عملياتها العسكرية، وبحسب معلومات عنب بلدي كانت تتبع سابقًا لـ “لواء الإيمان” في “حركة أحرار الشام الإسلامية” والتي انضوت مؤخرًا في صفوف “الجبهة الوطنية”.
ويختلف العتاد العسكري واللباس الخاص بـ “وحدات المهام الخاصة” عن باقي عناصر التشكيلات العسكرية، والنقطة التي تميزها هي عملية التنظيم والتدريب التي يتلقونها، وهو ما تم عرضه في تسجيلات مصورة.
فصيل “جيش العزة” تتبع له وحدات مهام خاصة أيضًا، كان أعلن عن تخريج عدة دورات منها، آخرها الدورة 15 في 18 من حزيران الحالي.
https://www.youtube.com/watch?v=YxDeVm3ohtc
تكتيك جديد
في حديث سابق لعنب بلدي مع القيادي في “الجيش الحر” فارس بيوش، قال إن فصائل المعارضة السورية في المعركة الحالية اتبعت تكتيك “القوة البرية”، الذي ينص في أحد بنوده على أن الهجمات الرئيسية يجب ألا تتركز على المحور الذي تتقدم منه “القوات المعادية”، بل يجب فتح عدة محاور لتشتيتها.
وأوضح القيادي العسكري أن الفصائل خالفت الاستراتيجية التي عملت عليها في السابق على جبهات ريف حماة وإدلب من خلال التكتيك الجديد، والذي يعتبر “مجديًا ويحقق نتائج كبيرة”.
–