شهادة عادية
لأننا حملنا شهداءنا إلى عالم أشبه بقصص الأساطير، حيث يقاتل فيها فرسان ذوو قوة أسطورية وأخلاق ملائكية عفاريت من أصل الجحيم، من أجل ذلك بقيت الشهادة حبيسة دفات الحكايا ونمطية لون وحيد مستحيل. خسرنا فرصًا يومية للشهادة فقط لأننا فقدنا إيماننا في بشرية المُصلح. شهادة عادية باهتة من لون التراب ورائحة العرق ونسيج الذنوب وستار التوبة. شهادة استعمال الممكن لإنتاج المستحيل، وإقامة الحجة على المتشائمين والمتخاذلين وأصحاب نظرية الرضى بالواقع.
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (سورة الكهف، 110).
التفاوض والقسط
للتفاوض عاملان منفصلان، الشخص المتفاوض والموضوع المتفاوض عليه، كلاهما لا يقل أهمية عن الآخر، لكن طريقة التعامل معهما مختلفة تمامًا. عدم وضوح هذه القضية يؤدي غالبًا إلى خلط الأوراق والتضحية بالموضوع المتفاوض عليه على محراب العداوة وخشية التنازل وخسران جزء من الساحة للخصم {يَا أَيُّهَا الَّذِين َآمَنُوا ْكُونُوا ْقَوَّامِين َلِلَّه ِشُهَدَاء بِالْقِسْط ِوَلا َيَجْرِمَنَّكُم ْشَنَآن ُقَوْم ٍعَلَى أَلا َّتَعْدِلُوا ْاعْدِلُوا ْهُو َأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (سورة المائدة، 8).
برّ الوالدين
{وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} (سورة العنكبوت، 08). معنى الآية واضح، فإن حاولا حملك على الشرك وطلبا ذلك منك، مما ليس عليه دليل علمي على كونه إلهًا، فلا تطعهما في ذلك. والآية نزلت حينما علمت أم سعد بن أبي وقاص بإيمانه، فحلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى تموت أو يعود لدين آبائه. والسؤال في أيامنا هذه: هل تنطبق الآية على حالة الكثير من الآباء والآمهات وهم يأمرون أبناءهم بالدخول في أمر ما أو يمنعوهم من التورط فيه، حيث حصل الكثير من الشقاق والافتراق بسبب هذا الخلاف. أين الصواب ياترى {إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (سورة العنكبوت، 08).