فؤاد خولاني “أبو معاذ”.. الأطفال يواسون بعضهم باليتم
المهندس فؤاد عدنان خولاني، البالغ من العمر 47 عامًا، متزوج ولديه 4 أولاد، مواطن من مدينة داريا، يعمل كمدير لخط إنتاج في شركة حكومية .
تروي لنا زوجته قصة اعتقاله لساعات قبل أن يجدوه قتيلاً: «عند ظهيرة يوم السبت 25 آب 2012 تعالت الأصوات في حارتنا وإذا بعنصر أمن يطرق بابنا بقوة ليسألنا عن صاحب السيارة، فخرج زوجي مسرعًا ليتفادى خطر دخولهم إلى المنزل وليريهم أوراق سيارته، خرجت وراءه لأخبرهم بأنه موظف عند الدولة منذ سنوات فكان جوابهم لي ((بلا دولة بلا بطيخ)).. اقتادوه معهم ومن كثرة إلحاحي عليهم أخبروني بأنهم سيعيدونه بعد قليل .
فأسرعت إلى والدته العجوز التي بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها وأمسكت بيدها وذهبنا أنا وهي إلى المكان الذي اقتادوه إليه هو وغيره من الشباب عسانا نعيده معنا!
ما إن وصلنا المكان حتى رأينا عشرات الشباب مقيدي الأيدي ولم أر زوجي واقفًا بينهم! فسألت أحد رجال الأمن عنه فأجابني بكل هدوء بأنه لم يره وطلب مني أن أسأل غيره وإذا بالشخص الآخر وقاحته بادية على وجهه قبل أن أسأله فخفت على أمه العجوز منه فقررت التراجع والعودة إلى البيت ….
خلال يومي الأحد والإثنين عملت جاهدة على الاتصال بأصدقائه في العمل ليتصلوا بمعارفهم عسى ولعلّ يعرفون أين هو.. وفي كل اتصال يؤكد لي أحد الأشخاص بأنه في فرع الجوية وأنه رآه، وشخص آخر يقول بأنه بخير وسلامة وسوف يعود قريبًا .. لأفاجئ يوم الثلاثاء بنبأ وجوده مقتولاً ومرميًا في أحد بساتين داريا ومن ثم ليصبح في مقبرة الشهداء الجماعية ، وفي هذه اللحظة جاءني اتصال من أحد زملاءه ليخبرني بأنه بخير فقلت له نعم هو بخير وأصبح في مقبرة الشهداء!!» .
هنا سألتها لماذا لم تخرجوا من داريا أثناء القصف فأجابتني بأن زوجها كان رافضًا الخروج لأي مكان حتى أنه لم يقبل أن يختبئ في الملاجئ أثناء القصف .
تحدثنا مع ابنه معاذ ذو الثمانية أعوام ليخبرنا بأنه حزين جدًا على والده، ولكن الذي واساه في مصابه هو أن ابن جيرانه أيضًا أصبح يتيماً …
هذا ما يواسي أطفال به أطفال سوريا بعضهم البعض.. أن أصبحوا أيتامًا !!.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :