جاريد كوشنر.. صهر ترامب الذي يرتب “صفقة القرن” في الشرق الأوسط
كشف مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، التفاصيل الأولى لخطة “السلام” الأمريكية المعدة للشرق الأوسط، أمس السبت 22 من حزيران، والتي أوكلت له مهمة تحقيقها منذ عامين.
كوشنر، البالغ من العمر 38 عامًا، ما زال من أبرز الشخصيات في الإدارة الأمريكية تحت رئاسة، دونالد ترامب، مع كل ما لاحقه من اتهامات متعلقة بالمصادر الأجنبية لأمواله وعلاقته بروسيا خلال إدارته للحملة الانتخابية الرئاسية الماضية.
أجرى جولات عدة من المحادثات في المنطقة كان آخرها في شهر أيار الماضي، للإعداد لمؤتمر البحرين الذي سيعقد في 25 و26 من حزيران، والذي يهدف لتحسين الاقتصاد الفلسطيني تمهيدًا للتوصل إلى سلام بين فلسطين وإسرائيل.
وقال في حديثه لوكالة “رويترز” إن الخطة الاقتصادية تهدف لجمع 50 مليار دولار للاستثمار في المنطقة، وتأمين مليون فرصة عمل في غزة، خلال عشر سنوات، معتبرًا أن تحسين الحال الاقتصادي سيؤدي إلى تقليل العنف.
كوشنر هو ابن رجل الأعمال الأمريكي تشارلز كوشنر، صاحب شركات كوشنر للعقارات، والذي أدين عام 2005 بالاحتيال وحكم بالسجن ليتولى ابنه البكر جاريد من بعده إدارة الشركة في أثناء دراسته القانون في جامعة نيويورك.
قدرت ثروته بحوالي 800 مليون دولار لعام 2019، بعد أن كشفت بيانات البيت الأبيض الصادرة منتصف الشهر الحالي أن قيمة أرباحه مع أرباح زوجته، إيفانكا ترامب، قد بلغت 135 مليون دولار لعام 2018.
رفض الفلسطينيون اقتراحات كوشنر وحلوله الاقتصادية معتبرين أنها تسعى لشراء حقهم بالدولة المستقلة، خاصة بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول عام 2017.
بدأ جهوده للتواسط بين إسرائيل وفلسطين في آب 2017، ولكن علاقته الوطيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبعدت الفلسطينيين عنه منذ البداية.
يدين كوشنر باليهودية الأرثوذوكسية، وكان جداه قد هاجرا إلى الولايات المتحدة عام 1949 من بيلاروسيا، هربًا من المحرقة النازية، ولد في نيوجرسي عام 1981 وتتلمذ في مدرسة دينية حتى تخرجه بمرتبة الشرف عام 1999 وكان ضمن فريق المناظرة والهوكي وكرة السلة.
ولاه ترامب ملف السلام في الشرق الأوسط رغم فقده للخبرة الدبلوماسية، إذ تركزت دراسته في جامعة هارفارد ما بين عامي 1999 و2003 على فنون الحكومة، والتي تمثل دراسة أولية للمهتمين بالقانون، وتخرج في جامعة نيويورك عام 2007 بعد دراسة إدارة الأعمال والقانون.
التقى كوشنر إيفانكا عام 2005، وتزوجها عام 2009 بعد أن اعتنقت الدين اليهودي، وأنجبا ثلاثة أطفال.
اشترى منصة “Observer” الإعلامية عام 2006، التي تنشر صحيفة “نيويورك أبزورفير” وهو مشارك في إنشاء وملكية منصة “Cadre” الإلكترونية للاستثمار العقاري.
أدار الجانب التقني من حملة ترامب الانتخابية عام 2016، وعين في 9 من كانون الأول 2017 مستشارًا للبيت الأبيض، وعين مدير “المكتب الرئاسي للابتكار الأمريكي”، واستقال حينها من إدارة شركاته للتفرغ لعمله الجديد.
لحقته اتهامات بالفساد والتعامل مع الروس، كان آخرها التشكيك بمصدر 90 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية التي حصلت عليها إحدى شركاته منذ بدء عمله في البيت الأبيض.
لم يثبت ضده أي اتهام، وتمت الإشادة بإدارته لحملة ترامب رغم صغر ميزانتيها، والتي وصلت إلى 343 مليون دولار، حوالي 59% من ميزانية حملة منافسته هيلاري كلينتون.
تأجل منحه الترخيص الأمني للاطلاع على المعلومات السرية في البيت الأبيض، مع التحقيق بتضارب المصالح وأحقية تعيينه في منصب المستشار.
لم تحقق جهوده إلى الآن أي تقدم ملحوظ، مع إصرار الفلسطينيين على مقاطعة مؤتمر البحرين، ورفضه من قبل العديد من الدول العربية، منها لبنان والعراق، مع قبول أخرى به بحذر، مثل الأردن، وترحيب أخرى مثل دول الخليج.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :