“تأثير سانشيز” يعصف باليونايتد ويضرب سوق كرة القدم

  • 2019/06/23
  • 10:32 ص

مهاجم نادي مانشستر يونايتد، التشيلي أليكسيس سانشيز (رويترز)

مر أكثر من عام على انضمام المهاجم التشيلي، أليكسيس سانشيز، إلى صفوف مانشستر يونايتد، قادمًا من أرسنال في صفقة انتقال تبادلية، ومع استمراره مع مانشستر يستمر تأثيره في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، حتى شكل عدوى أصابت الكثير من اللاعبين.

وعلى الرغم من عدم لعبه سوى 29 مباراة فقط في جميع المسابقات مع مانشستر يونايتد، فإن سانشيز شكل تأثيرًا، في غير محله بالنسبة للأندية، بعد أن طلب أن يكون راتبه هو الأعلى في الدوري الإنجليزي بواقع 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، ليفتح باب جدل واسعًا بين الأندية ولاعبيها حول رواتبهم، خاصة مع قلة عدد المواجهات التي لعبها سانشيز مع اليونايتد وندرة الأهداف المسجلة.

يبدو أن استعجال مانشستر يونايتد في التعاقد مع سانشيز لقطع الطريق على جاره السيتي، وضعه بموضع لا يحسد عليه، بسبب الحمى التي نشرها اللاعب التشيلي بين لاعبي الفريق الإنجليزي، والتي سببت رحيل أحد اللاعبين، حتى هذه اللحظة، مع توقع برحيل اثنين واشتراط آخرين لرفع رواتبهم الأسبوعية مع النادي.

حمى الراتب تضرب اليونايتد

تطرح الأسئلة عن مصير أليكسيس سانشيز في الدوري الإنجليزي، ولكن أسئلة أكبر تطرح من اللاعبين بالنظر إلى راتبه، فيسأل لاعبو مانشستر يونايتد عن سبب عدم قدرتهم على زيادة عقودهم برواتب كبيرة.

بدأ الأمر مع لاعب الوسط الإسباني أندير هيررا، الذي طالب بزيادة كبيرة في عقده ومساواته بزميله في الفريق، في وقت أظهر فيه نادي باريس سان جيرمان اهتمامه باللاعب، لينتهي الحال به منتقلًا إلى النادي الباريسي بصفقة انتقال حرة، بعد رفض إدارة النادي طلبه.

كما تعيش إدارة مانشستر يونايتد حالة تعجيزية، بين مشكلتين اثنتين، أولاهما مع ديفيد دي خيا الذي لم يكن بالمستوى المطلوب في الموسم الماضي، وبول بوغبا الراغب بالخروج من النادي.

منتصف الموسم الماضي طلب دي خيا من إدارة النادي رفع راتبه تيمنًا بسانشيز، لكن الإدارة رفضت ذلك، ويعيش الطرفان حالة من الخلاف أثرت على أداء الأخير وهذا ما ظهر جليًا في مواجهات النصف الثاني من الموسم الماضي.

وفي حالة اللاعب الفرنسي بول بوغبا، الذي طلبه ريال مدريد بشدة بسوق الانتقالات الصيفي الحالي، صار مصير اللاعب واضحًا، إذ يرتبط بقاؤه بالشروط المالية له والتي لن تستطيع إدارة النادي الصمود أمامها في ظل العروض من ريال مدريد أو من أي نادٍ آخر.

فعلى الرغم من تصريحاته الأخيرة لصحيفة “الغارديان” البريطانية، في 16 من حزيران الحالي، حول مصيره والتي قال فيها إنه الوقت لمواجهة “تحدٍ جديد في مكان آخر”، إلا أن تقارير صحفية إنجليزية أخرى أشارت إلى أن بوغبا طلب من إدارة ناديه راتبًا مقدرًا بنحو 500 ألف جنيه إسترليني في حال أرادت بقاءه.

يتوقع زملاء سانشيز الآن معاملة مماثلة مميزة بعد فهم المدى الكامل لعقد اللاعب التشيلي. وبالنظر إلى حقيقة أنه بالكاد لعب للنادي، فإن أمثال هيريرا ولوك شو يشعرون أن من حقهم أن يسألوا عما يعتقدون أنهم يستحقونه مع العروض التي أظهروها.

لم يتأثر مردود سانشيز الكروي كثيرًا من خلال جلوسه على الدكة وعدم مناسبة أسلوبه لأسلوب مدربي مانشستر يونايتد بالعموم، وهذا ما دل عليه أداؤه مع منتخب بلاده في بطولة كوبا أمريكا مسجلًا هدفين وصانعًا لهدف.

ولكن التأثير الأكبر صب على كاهل “الشياطين الحمر” الذي لم يجد نفسه حتى اليوم، بعد رحيل أليكس فيرغسون وتعاقب عدد من المدربين الذين فشلوا في إيجاد منظومة لفريق معروف بماضيه العريق وحاضره الكبير.

“حمى سانشيز” عابرة للحدود.. أندية تحافظ على تقاليدها

اليوم، تأخذ الأندية بعين اعتبارها قيمة الرواتب المدفوعة سنويًا بالتوازن مع وارداتها والاحتياطي المخصص لدفع تلك الرواتب، التي اتخذت مسار التضخم خلال السنوات الماضية، وبدأت الأرقام القياسية بالظهور لترفع معدلات الرواتب، في وقت تحافظ بعض الأندية على سقف رواتبها ولا تسمح بالعبث بها، كي لا تصبح عرضة للعبث في كل مرة، وهذا ما حل في قصة كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد، الموسم الماضي، والتي أفضت بالتالي لرحيله عن النادي بعد أن طالب براتب مساوٍ لراتب ليونيل ميسي، نجم نادي برشلونة، الذي كان يتقاضى نحو 30 مليون يورو سنويًا خالية من الضرائب.

تكررت القصة مع سيرجو راموس، قائد نادي ريال مدريد الإسباني، الذي طلب الموسم الحالي رفع راتبه لـ 20 مليون يورو سنويًا، لتمييزه عن زملائه الذين قاربت قيمة رواتبهم من راتبه (لوكا مودريتش 17 مليون يورو)، ولكن إدارة النادي لم تستجب لطلب اللاعب الذي فتح باب تكهنات عديدة حول مصير اللاعب وانتقاله إلى الدوري الصيني.

وفي الوقت ذاته يعيش نادي برشلونة حالة من الصراع الذاتي بين الحاجة لتعزيز الصفوف، وقيم الرواتب المرتفعة، لا سيما مع الحديث عن توقيعه مع الفرنسي أنطوان كريزمان، الذي يبلغ راتبه مع أتلتيكو مدريد نحو 25 مليون يورو خالية من الضرائب، ونيما ردا سيلفا الذي يتقاضى 37 مليون يورو سنويًا خالية من الضرائب مع باريس سان جيرمان.

لكن النادي طلب من اللاعبين تخفيض رواتبهم للتوافق مع قيمة المصروفات السنوية، وعدم تقارب تلك الرواتب مع راتب نجم الفريق الأوحد ليونيل ميسي والبالغ 8.3 مليون يورو شهريًا.

 

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية