روسيا تستبق استئناف “أستانة” بجولة في الشرق الأوسط
عنب بلدي – خاص
لم تفلح الجهود الروسية التي سبقت “أستانة 12″، التي عقدت في العاصمة الكازاخية نور سلطان، في 26 من نيسان الماضي، بالخروج بمقررات تفيد مسارها السياسي وتعيده إلى الواجهة.
سبقت جولة المباحثات، جولة للمبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، ونائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فرشينين، التقيا فيها أطراف الصراع السوري ودول الجوار، وانتهت بلقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في العاصمة دمشق.
وحاولت روسيا من خلال تلك الجولة إحياء مسار “أستانة” وإنهاء معوقات تشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بإعداد مسودة دستور جديد في سوريا، بعد أكثر من عام ونصف على الاتفاق عليها، في مؤتمر سوتشي في 20 من كانون الأول 2018.
وفي خطوة مشابهة، تضع موسكو فيها ثقلها، يجري المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، جولة على دول الجوار، أثمرت حتى الآن عن إعلان لبناني عن المشاركة بصفة “مراقب” في جولة “أستانة” المقبلة، والتي من المقرر إقامتها في جنيف السويسرية.
لبنان يتسلم دعوة للمشاركة في “أستانة”
وأعلن لبنان، 19 من حزيران الحالي، تلقيه دعوة روسية للمشاركة في جولة المفاوضات المقبلة، ووفق بيان للرئاسة اللبنانية، تسلم الدعوة الرئيس، ميشال عون، من الموفد الرئاسي الروسي إلى سوريا، خلال لقاء جمعهما في قصر بعبدا شرق العاصمة بيروت.
وأكد عون، في البيان، أن لبنان “معني” بالمشاركة في مفاوضات “أستانة” المخصصة لبحث “الأزمة السورية”.
وأضاف، “المؤتمر يرمي إلى تسهيل متابعة الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي يسهم في عودة النازحين السوريين إلى بلادهم”، معتبرًا أن المشاركة في جولة المفاوضات الجديدة لا تلغي حق لبنان في البحث مع الدولة السورية في تنظيم عودة النازحين.
ورأت الرئاسة اللبنانية في الدعم الروسي لتحقيق هذه العودة “عاملًا مهمًا في انتظار توصل المشاركين في مسار أستانة التفاوضي إلى حلول نهائية للأزمة السورية”.
ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن المبعوث الروسي أن موسكو “تتطلع لمزيد من التنسيق مع لبنان”، تقديرًا لـ “دوره وموافقه وسياسة الاعتدال التي ينتهجها حيال الأحداث في المنطقة”، لافتًا إلى أن بلاده تعتبر مشاركة لبنان والعراق ضرورية في إطار البحث في “الأزمة السورية”.
وكانت روسيا أعلنت عبر نائب وزير الخارجية الورسي، سيرغي فيرشينين، قبيل جولة نيسان، أن عددًا من الدول مهتمة بالانضمام إلى محادثات “أستانة” في إشارة إلى العراق ولبنان.
بدوره أعلن سفير العراق في روسيا، حيدر منصور هادي، مشاركة العراق في الجولة المقبلة من المحادثات، وبحسب ما قال هادي لوكالة “تاس”، في 15 من أيار الماضي، فإن الحكومة العراقية ستعين ممثلين للمشاركة في المحادثات عقب تلقيها الدعوة، مؤكدًا أن العراق بالتأكيد سيشارك في اجتماعات أستانة المقبلة.
جولة “أستانة” رُحّلت إلى جنيف.. لا موعد محدد
فشل ثلاثي محادثات “أستانة” (تركيا، إيران، روسيا) في الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية، في الجولة الثانية عشرة من المفاوضات، ورحّلوا العمل عليها إلى الجولة المقبلة في جنيف، والتي لم يحدد موعدها حتى اليوم، ولكن وكالة “الأناضول” التركية، المقربة من الحكومة، قالت إنها ستعقد في تموز المقبل.
وفي البيان الختامي للجولة الـ 12 من محادثات “أستانة”، في 26 من نيسان الماضي، أكدت الدول الضامنة الثلاث على جاهزيتها الكاملة لدعم جهود المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بما في ذلك الحوار الفعال مع الأطراف السورية.
وجاء في البيان الختامي أن الدول أجرت نقاشات ثلاثية مع بيدرسون لإطلاق اللجنة الدستورية في أسرع وقت ممكن، وفق قرار مؤتمر “الحوار الوطني” (سوتشي).
وعبّرت الدول الثلاث في بيانها أن حل الأزمة السورية لا يتم عسكريًا، مؤكدة التزامها بالعملية السياسية بقيادة السوريين وبالتعاون مع الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن 2254.
إدلب واتفاق “سوتشي” أُدرجا ضمن البيان الختامي، وقالت الدول الثلاث إنها درست الأوضاع في المحافظة، ورحبت بالخطوات الرامية لتنفيذ اتفاق “سوتشي”بالكامل، والموقّع بين روسيا وتركيا في أيلول 2018.
وأضافت الدول أنها اتفقت على التنفيذ الكامل للاتفاقيات في إدلب، بما في ذلك الدوريات المشتركة والعمل في المركز الثلاثي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :