قطبا العالم يجتمعان في تل أبيب.. سوريا على الطاولة
عنب بلدي – وكالات
تتوجه الأنظار إلى عاصمة إسرائيل، تل أبيب، التي تحتضن اجتماعًا ثلاثيًا يضم إلى جانب إسرائيل كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في لقاء يتوقع أن يرسم ملامح الخطوات المقبلة للشرق الأوسط، وخاصة فيما يخص الملف السوري والوجود الإيراني في المنطقة.
الاجتماع سيعقد يومي، الثلاثاء والأربعاء 25 و26 من حزيران الحالي، بحضور مساعد الرئيس الأمريكي (لشؤون الأمن القومي)، جون بولتون، الذي وصل إلى تل أبيب، السبت 22 من حزيران، وسكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات.
لقاء تاريخي يرسم ملامح الشرق الأوسط
ويأتي اللقاء في ظل تضارب المصالح بين الدولتين العظميين في سوريا، إذ تعتبر روسيا من أكبر داعمي النظام السوري وتحاول فرض حل سياسي وفق رؤيتها تحت مظلة أستانة وسوتشي، في حين تسعى واشنطن إلى التوصل إلى حل تحت مظلة الأمم المتحدة وفق مقررات جنيف، ينهي وجود إيران، ويهمش دورها، ويخرج قواتها وميليشياتها من سوريا.
وسبقت اللقاء تصريحات من مسؤولين روس وإسرائيليين تؤكد أهمية اللقاء، إذ وصفه المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، بحسب وكالة “تاس” الروسية، الأربعاء 19 من حزيران، بأنه “مهم للغاية لتبادل وجهات النظر حول المنطقة وخاصة عملية التسوية السورية وقضايا أخرى”.
كما اعتبر نائب مدير إدارة المعلومات والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، الثلاثاء 18 من حزيران، أن “هدف اللقاء هو إيجاد خطوات عملية مشتركة لصالح حل الأزمة في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط ككل”.
في حين اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، اللقاء بأنه “تاريخي وغير مسبوق”، قائلًا، “هذه هي قمة مهمة جدًا من شأنها ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط في فترة هائجة وحساسة”.
الوجود الإيراني نقطة خلاف تتنظر تنازلات من واشنطن
ويدور الحديث عن خطة أمريكية ستقدمها إلى روسيا من ثمانية بنود بشأن الحل في سوريا، بحسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، الخميس الماضي، أبرزها “تنفيذ القرار الدولي 2254، والتعاون في ملف محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية، وتضعيف النفوذ الإيراني، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران الذي وصل خلال الأيام الماضية إلى حد إلغاء الرئيس دونالد ترامب ضربة عسكرية موجهة إلى إيران بالدقائق الأخيرة بسبب احتمالية مقتل 150 شخصًا.
في حين ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن تل أبيب ستعرض خلال القمة مواقفها بشأن التدخل الإيراني في سوريا والتطورات في منطقة الخليج، في حين ستستمع أيضًا إلى مواقف روسيا والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاقات فيما بينهما.
وفي أول رد من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على وجود صفقة مع أمريكا، قال خلال الخط المباشر مع المواطنين، الخميس الماضي، “ماذا يعني صفقة؟ الحديث لا يدور عن قضية تجارية. لا، إننا لا نتاجر بحلفائنا ومصالحنا ومبادئنا.”
كما وصف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، الحديث عن صفقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإسرائيل بشأن سوريا بـ “التكهنات”.
وقال لوكالة”ريا نوفوستي”، الخميس 6 من حزيران، إن روسيا لا تناقش أي صفقات مع واشنطن وتل أبيب بشأن سوريا، معتبرًا أن روسيا تعمل على تحقيق الاستقرار في سوريا، من خلال أساس ثابت هو “احترام سيادة جميع دول المنطقة واستقلالها السياسي وسلامة أراضيها”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي أساس آخر وغير مقبول بالنسبة لموسكو.
لكن إقناع موسكو لن يكون سهلًا دون تقديم تنازلات أمريكية وإسرائيلية لها، خاصة وأنها تعتبر الوجود الإيراني في سوريا شرعيًا، بحسب باتروشيف، الذي قال الخميس الماضي، إن “إيران موجودة في سوريا بدعوة من الحكومة الشرعية وتشارك بنشاط في مكافحة الإرهاب”، مشيرًا إلى أن موسكو ستعمل على مراعاة مصالح إيران لأنها “استثمرت أموالًا كبيرة وحققت بعض النجاح في هذا العمل”.
وتترقب المنطقة ما سيسفر عنه الاجتماع، وخاصة السوريين الذين يخشون من تضارب المصالح بين الدول، الأمر الذي يؤدي إلى تصعيد عسكري روسي في الشمال السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :