صيف مع العدو.. ذاكرة نسوية وملامح عن “داعش”

  • 2019/06/23
  • 12:56 م

بدخولها إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية “بوكر” موسم 2019، اكتسبت رواية “صيف مع العدو” للروائية السورية، شهلا العجيلي، شهرة واسعة، ونالت مديحًا سبق انتشارها.

استحضرت الكاتبة التي تعود أصولها إلى الرقة السورية، ذكريات عن مدينتها ضمن الرواية، وانتقلت إلى حاضرها الذي ترك فيه تنظيم “الدولة الإسلامية” أثرًا واضحًا بسيطرته على المدينة بين عامي 2013 و2017.

تقوم الرواية على حكايات لثلاث نساء: لميس (البطلة) وأمها وجدتها كرمة، كما تبرز في الرواية قصة بديعة مصابني، الراقصة الاستعراضية، التي تستعيد الكاتبة من خلالها حوادث تاريخية في منطقة الشرق الأوسط.

وعبر مواقف حياتية لنساء من ثلاثة أجيال، تستعرض الكاتبة التقلبات الاجتماعية في سوريا، وتعطي تلميحات بسيطة عن الوضع السياسي في ثمانينيات حتى أواخر القرن الماضي.

يسيطر الحوار النسائي على قسم واسع من الرواية ويحمل كمًا من التفاصيل، التي تقدم اللمحات التاريخية، وتعبّر عن الحسّ الروائي الخاص بشهلا العجيلي.

وتبرز من خلال قصص النساء تفاصيل عن الخيانة والعلاقات الزوجية المضطربة، وقصص الحب التي لا تنتهي عادة إلى نتائج إيجابية.

وحاولت العجيلي إبراز البعد المكاني وأثره على الشخصيات، بالتنقل بين الرقة حيث ولدت بطلة القصة وقضت طفولتها وعايشت ذاكرة أجيال سبقتها، وكولونيا الألمانية حيث تعيش في زمن سردها للأحداث السابقة، وتستعرض الأنماط الجديدة من العلاقات الإنسانية.

الرواية مليئة بالشخوص والقصص الخاصة، التي تجهد الكاتبة في توضيح العلاقات بينها، وهو ما أضعف إبراز الأفكار المحورية في الرواية، وفق آراء عدة قرّاء على موقع تقييم الكتب الشهير “Good Readers”.

إذ كتب القارئ إبراهيم عادل، “الرواية لم تقدم ولم تحكِ إلا حكايات أبطالها، وهي إن دارت بين الماضي والحاضر، إلا أنها لم تصور تاريخ الأمة العربية خلال فترة زمنية كبيرة، ولم تكن مشغولة بذلك أصلًا، وإنما توثق وتحكي حكايات أبطالها وبطلاتها التي تبدو من لحم ودم، وما فعلته فيهم الحروب على مدار الأيام”.

وحصلت الرواية على الموقع ذاته على تقييم 2.86 من خمسة، بناء على آراء 74 قارئًا، وحصدت تعليقات سلبية بالمجمل.

أغلب الانتقادات التي طالت الرواية كانت حول اهتمامها بتفاصيل مادية ليست ذات بعد رمزي كبير، كماركات مساحيق الشعر والأجهزة الكهربائية والعطور و”ماركات” الملابس، وهو ما يتعثر به قارئ الرواية بشكل متكرر.

ولم تنجح الرواية، بشهادة أغلب المعلقين، بإظهار صورة حقيقية لمدينة الرقة، سواء في الثمانينيات من القرن الماضي، أو في زمن سيطرة تنظيم “الدولة” عليها.

تقع الرواية في 333 صفحة، وهي صادرة عن منشورات ضفاف (بيروت) عام 2017، وكانت قد نافست على جائزة “بوكر” للموسم الأخير أربع روايات أخرى، دون أن تكسبها.

وشهلا العجيلي هي، بحسب ما عرّفها موقع “بوكر”، كاتبة سورية- أردنية من مواليد 1976، حاصلة على دكتوراه في “الأدب العربي الحديث والدراسات الثقافية” من جامعة حلب، وتدرّس الأدب العربي الحديث وعلم الجمال في الجامعة الأمريكية في الأردن.

وفازت روايتها “عين الهرّ” الفائزة بجائزة الدولة في الآداب من الأردن عام 2009، كما رشحت روايتها “شمس قريبة من بيتنا” ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” عام 2016.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب