جريدة عنب بلدي- العدد 30 – الأحد – 16-9-2012
محمد عبد السلام قريطم
أغنية ثورية كان يعشقها الشهيد محمد عبد السلام قريطم البالغ من العمر 17 عامًا.. الطالب في مدرسة الغوطة الغربية في داريا والذي يعد من أبرز الطلاب الناشطين في الثورة، والجادّين في نيل الشهادة.
كان محمد شابًا يتمتع بروح مرحة ونفس متفائلة ووصيته الدائمة لأمه كانت أن تضحك عندما تسمع بنبأ استشهاده و أن تقدم الحلوى والعصير للمهنئين لها باستشهاده… لقد حذرها من البكاء أيضًا .
سألنا أمه: هل حدثك محمد بشيء مميز أو ملفت قبل استشهاده؟
فأخبرتنا:
في آخر ليلة له ظل مستيقظًا ولم يستطع النوم، لدرجة أن أباه شك بأن يكون مريضًا أو يعاني من ألم ما.. فاستغربت كثيرًا فليس من عادته السهر، فسألته عن حاله فأخبرني بأنه لا يشعر بالنعاس فحسب وسيحاول النوم بعد قليل، ثم نام بعد ذلك لساعات قليلة ثم استيقظ على منام قد رآه … «يحمل طفلة تلبس ثوبًا أبيض، جريحة، وكان راكضًا بها إلى أحد يسعفها ولكن ليس من مجيب»… !!
عندها شعرت وكأن مصيبة سوف تحل بنا .
في صباح اليوم التالي، الإثنين 20 آب 2012 لبس محمد ثياب العيد التي قد اشتراها واختارها باللون الأسود تعبيرًا منه عن حزنه وتضامنه مع المحرومين من العيد، ثم جاءه صديقه ليخبره بأنه رآه في منامه وقد نالا الشهادة معًا، فأبدى محمد استياءه وقال له: «راحت علينا الشهادة..انكتبلي عمر جديد»
ولم تمض ساعات الصباح الأولى حتى بدأ القصف العشوائي على حيّنا –تقول الأم- … فأسرع محمد لينقذ الجرحى فوقف أبوه في وجهه وحاول منعه من الخروج، لكن محمد لم يستجب لرغبة والده وقال له «علينا أن نسعف الناس» … وخرج مسرعًا باتجاه القصف ليساهم في فعل شيء ما للجرحى… وما إن وصل إلى المكان وبدأ بإخراج بعض الجرحى حتى سقطت قذيفة أخرى في نفس المكان لتقتل من بقي حيًا فيه ومحمد كان من بينهم .
تحقق حلم محمد في الشهادة ونالها في ثاني أيام العيد…
وقبل أن نغادر المنزل أسمعتنا أمه أغنية (محمد رحل عنا) نزولاً عند رغبته وتحقيقاً لما أراد .