روسيا ولبنان تناقشان الحل السياسي في سوريا وعودة اللاجئين
أبدى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، الكسندر لارانتييف، استعداد بلاده للعمل المشترك مع لبنان في إطار مسار محادثات “أستانة”، مشيرًا إلى أنه حان الوقت لإتاحة المجال أمام الحل السياسي للأزمة السورية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه كلًا من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل، ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري كل على حدة، الأربعاء 19 من حزيران، أكد لارانتييف دعوة لبنان للمشاركة في الجولة المقبلة من محادثات “أستانة” بصفة مراقب.
وأضاف، “مسرورون من قرار الجانب اللبناني إرسال مندوب للمشاركة بهذه الندوة في نهاية شهر تموز وبداية آب المقبل”.
وتابع، “نولي أهمية لمشاركة دول مثل لبنان والعراق في هذا المسار، آخذين في الاعتبار كل النصائح والاعتبارات من قبلهما”.
واعتبر أن “مشاركة لبنان والعراق ستعطي الدعم المفيد والعمق العربي للعمل في إطار مسار أستانة”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في تموز من عام 2018 عن خطة لإعادة اللاجئين السوريين حول العالم إلى سوريا، في محاولة لتسريع عودتهم إلى مدنهم وقراهم التي فروا منها، مشيرة إلى أنه بموجب ذلك سيعود 1.7 مليون لاجئ إلى البلد.
واختارت روسيا لبنان لبدء تنفيذ خطتها، الأمر الذي شهد تجاوبًا سريعًا من قبل المسؤولين اللبنانيين الذين عقدوا اجتماعات رسمية عدة مع مسؤولين روس للتباحث بشأن تطبيق الخطة في لبنان، كان في مقدمتهم رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس الوزراء، سعيد الحريري، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، وعدد من قادة الأجهزة العسكرية والأمنية.
وتتضمن الخطة الروسية تأسيس لجان في كل من لبنان والأردن وتركيا، للتنسيق والمتابعة مع الجانب الروسي في سبل العودة وآلياتها، وإبلاغ الدول المعنية بأن لدى روسيا ضمانات بعدم التعرض للعائدين وذلك بعد التنسيق مع النظام السوري، وتأسيس مراكز روسية في الداخل السوري يُفترض أن ينتقل إليها العائدون في المرحلة الأولى، ومنها إلى قراهم بعد إعادة إعمارها.
وقبل أيام صعّد وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، خطابه ضد اللاجئين السوريين ودعواته المتكررة إلى عودتهم إلى سوريا.
واعتبر باسيل خلال مؤتمر البلديات الثالث يوم السبت الماضي، أن موضوع “اللاجئين السوريين” يُشكل تحديًا كبيرًا لا يستطيع لبنان تحمله، وعودتهم مصلحة للبنانيين وللسوريين.
وتحدث باسيل عن اللاجئ السوري وعدم تحمله لأي موجبات ضريبية وسط ارتفاع البطالة وخسارة مليارات الدولارات، مشيرًا إلى أن لبنان لم يعد قادرًا على تحمل هذه التبعات.
وكان باسيل أثار ضجة بين صحفيين ومثقفين، الأسبوع الماضي، عندما تحدث عن التفوق “الجيني” للبنانيين عن غيرهم من الشعوب، واعتباره سببًا لرفض اللاجئين والعمالة الأجنبية في البلاد.
وعقب ذلك انتشر وسم على صفحات التواصل الاجتماعي في لبنان بعنوان #ضد_خطاب_الكراهية، وسط المطالبة باحتجاجات ضد خطابات الكراهية التي يصرح بها سياسيون لبنانيون ضد وجود السوريين.
ويعيش في لبنان ما لا يقل عن مليون لاجئ سوري، بحسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تشتكي الحكومة اللبنانية من تكبدها أعباء اقتصادية بسببهم، وسط اتهامات حقوقية للبنان بالضغط على السوريين من أجل العودة إلى بلدهم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :